كيلومترات جنوب الجبيل من نوع سمك العنبر وقد قدر طوله اثنين وأربعين قدمًا وعرضه اثني عشر قدمًا وزنته حوالي خمسة وثلاثين طنًا. وقد تواترت الأخبار عن المسافرين تفيد أنَّهم عثروا على نفس هذا الحوت عائمًا حول شاطئ الجبيل، ولطوله وغرابة شكله هرع عموم سكان الجبيل لرؤية هذه الخلقة، وكان أصحاب السيارات ينقلون الناس من الخبر والدمام ورأس تنور لمشاهدة هذا الحوت العظيم. والله على كل شيء قدير. ويذكرنا هذا حوت أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه الذي أقامت سريته شهرًا وكانوا ثلاثمائة يأكلون من لحمه وذلك لما رفع لهم كهيئة الكثيب الضخم، وكانوا يغترفون من وقب عينيه بالقلال الدهن وجلس ثلاثة عشر رجلًا في عينيه.
[ذكر من توفي فيها من الأعيان]
فمنهم: إبراهيم بن طاسان رحمة الله عليه على أثر مرض استدعى سفره إلى بيروت ثم إلى لندن، وقد توفي بعد رجوعه في جدة بعد أن تأكد من عدم فائدة العلاج. ولله در القائل:
وإذا المنية أنشبت أظفارها ... ألفيت كل عزيمة لا تنفع
وكان لموته أسف ورنة أسى في المجتمع لما له من خدمات وإخلاص لهذه الدولة ومليكها ولا سيما بين عارفيه ومقدري فضله. وقد أبلى بلاء حسنًا في جهاد اليهود في فلسطين بحيث كان قائد القوات السعودية وشوهدت منه شجاعة وتقدم وبسالة خدم بها شعبه وأمته، وله منظر يفيض حماسة وتقدمًا وأبدى في معركة فلسطين شجاعة وبطولة سجلها له التاريخ. نسأل الله تعالى أن يثيبه على جهاده. وقد بعث الملك سعود برقية إلى أبنائه صالح بن إبراهيم الطاسان وإخوانه معربًا عن تعازيه بوفاة والدهم إبراهيم ما نصها: (جدة: بلغنا وفاة والدكم إبراهيم الطاسان فتأثرنا كثيرًا لما نعرفه عنه من رجولة ومحبة وإخلاص وتفاني للعمل سائلين الله تعالى أن يتغمده