وأخذوا جارية سوداء فجعلوها في الهودج وقدموها إلى سلطان ثم ذهبوا فوفا لهم بشرطهم، ولم يقربها حتى تغيبت ركابهم من خلف قرية الجعلة، وإنما خدعوه بهذه الحيلة لأن لا يسمعوا صياحها وجزعها إذا مسها، ولما أن كشف عنها الهودج يريد الحسن والجمال إذا بها سوداء شعثاء فصاح للعساكر بالصافرة وعبا جيشه على أتم أهبة ثم زحف على الضياغم حتى أدركهم في الصريف فتقاتلوا قتالًا شديدًا، وتبادل سلطان وحميدان ضربتين فسقطا ميتين، فقال شاعر الضياغم أبياتًا نبطية ونحن نوردها في كتابنا:
تقول ميثا يا أهلي يا الراشد ... الروم لحقونا بغير حساب
لحقونا يبون ميثا غصية ... دونها صبيان تسن حراب
يا كم جمل يهف مع ورى مقطع الصغا ... يذب العفا ولا وراءه حجاب
حجاب الخيل في ذارع القنا ... لا عاد ما يثني لهن رقاب
تناطح حميدان وسلطان مارد ... تهيا لذا من كف ذا صواب
ترى مذبحه بالدمث بالرمث بالصفا ... حوالي قويرات الصريف أنصاب
ترى ذبحي بالبرقا ثمانين ملبس ... غير العواري مالهن حساب
وإنما سقنا هذه الأبيات لأن النفس تحب الإشراف على ما ذكر وإلا فلا رغبة لنا في الشعر النبطي.
أما القوارة التي هي منتهى قرى القصيم من جهة الشمال فيمرها السائر إلى جهة حائل، وفيها نخيل وسكانها قسمان، بدو وحضر، ولكل قسم أمير، وفي شمالي القصيم أبلق ووثال.
[الوشم وضواحيه]
أما قاعدته فهي شقراء، وكانت مدينة يتعاقب فيها القضاة وناحية الوشم غربي جبل طويق بجنوب، وأهم بلدانه ثرمدا والجريفة والقرائن وأشقر على