قام المعارضون لحكمه وقتل أربعمائة وشرد بعضهم، وقام رجال الحكومة يلاحقون القناصة ويصطادونهم، وذلك بأن أمريكا في كفة الرئيس السابق، وكان رجال البرلمان قد قاموا بتمرد وعناد ضد الرئيس السابق، هذا وقد قام رجال التفتيش على أسلحة الدمار في بغداد وتدميرها وما كان بوسع حكومة العراق إلا الخضوع لأمريكا، بما أن الاقتصاد المعيشي وانتشار الأمراض في العراق لقلة الأدوية والعناية بالشعب الذي تفكك كان مستمرًا في الأمة العراقية فإن الرئيس صدام يتظاهر بالجلد وأن الحكومة والشعب لم ينقص عليهم إلا بقدر بعوضة، وإلا فإن العراق مستمر في نشاطه وقوته، وقد قال الله تعالى:{وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}[المؤمنون: ٧٦]، ولقد أصبح البترول العراقي تحت تصرف أمريكا، فهي التي تملك تدميره، وأهالي العراق مكتوفي الأيدي عن مصالحهم، أما عن الحسين بن طلال فإنه لما رأى أن لا قدرة للعراق في الدفاع عما نزل بها فإنه تثعلب بعدما كان يتظاهر بالود مع العراق، وجعل كأنما يسعى بالصلح بينها وبين خصمائها لينسى العرب أعمال الرئيس صدام، وجعل يتظاهر بالولاء للسعودية، كما أن اليمن قد كفت عن المسبة والعداء للسعودية، وذلك لما أصبحوا فيه من ضيق المعيشة وسوء الحال، وكانت السودان بحال اضطراب الثورات الداخلية، وتشتت الشعب الذي قام وتمرد على الحكومة.
[زيارة وزير الدفاع للقصيم]
لما أن كان في اليوم الثالث عشر من ربيع الثاني قام وزير الدفاع والنائب الثاني والمفتش العام بزيارة رسمية للقصيم، فأقيمت الولائم والاستقبالات لقدومه، وتبادل الخطباء في الخطب والقصائد في الترحيب بقدومه والثناء على الحكومة، كما أنه أقام مأدبة حافلة للأهالي حضرها الأعيان، وقد تأثر بما سمعه من مديح والده المؤسس وأبدى شكره لأهالي القصيم والثناء عليهم، وكان لزيارته مكانة بين الأمة، وتلقى كل استقبال وترحيب، وقد لبث في بريدة العاصمة أربعة أيام يلتقي