عمارة الحكومة السعودية قد امتازت بالقوة وسعة الفضاء وإقامة تلك الأعمدة التي تفوق بحسن المنظر وقوة التركيب فقد أُقيصت من أس كان على الماء وارتفعت حتى أقيم عليها السقف الجميل والسطح الحسن وجعل في أعلى كل عمود أربعة وجوه من لمبات الكهرباء وجعل مضافًا إلى ذلك في المسجد أقلام من اللمبات المثلجة حتى كان نوره في الليل أحسن منه في النهار وبالجملة فما رأيت أحسن منه عمارة في سائر المساجد ولحسنه ترتاح فيه النفوس ولا تمل الجلوس فيه وكانت تقدر قيمة تكاليفه بخمسين مليونًا من الريالات وأصبحت تلك العمارة تفخر على عمارة الدولة العثمانية بكثير ولقد جعل حوالي المسجد إلى الجهة الغربية مراحيض وحمامات كافية بعيدة عن المسجد ووسع ما حواليه من الشوارع، وفرش بالبلاط المرخم ولا سيما الجهة الغربية حتى كان المسجد وما يليه قرة للعيون ومسليًا للقلب المحزون وذلك لأن الحكومة اشترت تلك البيوت وهدمتها للتوسعة.
[النهضة الثقافية في نجد]
لمَّا دفعنا التاريخ إلى هذا التقدم فلا بدَّ وأن نشير إلى ما قامت به الحكومة السعودية من النهوض الزراعي والنهوض الديني والنهوض العسكري والنهوض الثقافي وأن حكومة تقوم بهذه النهضة الشريفة ليبشر مستقبلها بقوة وتقدم ونشاط وتشجيع لكل فرد من أفراد الشعب ليلقى عنه رداء الكسل ويسير إلى الإمام والتقدم ومساهمة الدول الأخرى وأنَّها لبارقة أمل كريمة يلوح من ورائها صرح المجد الإسلامي التالد يعود مأوى للمسلمين على أصوات تلك اليقظة التي تدق أجراسها يد قوية هي يد جلالة الملك سعود بن عبد العزيز وإخوانه قادة الأمة الإسلامية أدام الله توفيقهم وتسديدهم وأيدهم بروح منه يؤذن بالخير والرشد والسعادة ونصر الأمة العربية إن شاء الله تعالى. فأمَّا عن النهضة الدينية فهي قوام السعادة ونور الحياة إذ لا حياة إلاَّ بها ولا تقدم ولا رقي إلاَّ بسلوك طريقها وهي الاعتصام