ومن تأمل إرشاداته - صلى الله عليه وسلم - وجدها كافية وافية لمصالح الدين والدنيا فكان يقول لربيبه:"يا بني سمِّ الله وكُل بيمينك وكُل مما يليك" صلوات الله وسلامه عليك يا نبي الرحمة صلواته وسلامه عليك يا مرشد الأمة صلوات الله وسلامه عليك يا من هو بالمؤمنين رؤوف رحيم، اللهم جازه عنا كل خير.
فمن توصياته - صلى الله عليه وسلم - لخالد بن الوليد لما ذكر له أنه يجد وحشة قال:"إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".
وجاءه رجل يشكو إليه الوحشة فقال:"أكثر من أن تقول سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح، جللت السماوات والأرض بالعزة والجبروت" فقالها الرجل فذهبت عنه الوحشة.
= وقال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: من تصور على غير شكله فدمه هدر، فألزم الجني بحمله لأهله فامتثل فوجهه إلى أهله، هكذا ساق القصة وقد رأيتها في مرجع آخر بأبسط من هذا وهي أنه قتل رجل حية فساح في الأرض ولم يعلم بخبره خمسة عشر يومًا فذهب أخوه إلى كاهن وأخبره بفقد أخيه، فقال له: اذهب إلى أرض كذا لصحراء بعيدة من السكان وهي واسعة وخالية من البشر فإذا كان في وقت وقوف الشمس وكان الزمن في نوء الهقعة فسيمر بك عاصفة وغبرة فلا تلتفت إليها ثم تمر عاصفة أشد من الأولى فقف في تلك الغبرة وناد يا شيخ الجن إني أطلب الشرع، فسمع ضجة ورأى أشباحًا فيها وأتي بكرسي فجلس عليه شيخ ضخم الجثة علاه المشيب فتكلم يا إنسي وما حاجتك فقال: يرحمك الله فقدتُ أخي منذ خمسة عشر يومًا فتكلم بأعلى صوته إيتوني بأخِ هذا الإنسي قال فجيء بأخي مكبلًا بالحديد وأناس معه فقال وما ذنب هذا الرجل؟ فقالوا: قتل ابننا، فسأله عن قتله فقال: ما قتلت غير حية، فقال: ائتني بشهود يبرؤون ساحتك، فقال ومن أين أجد شهودًا وقد قتلتها في البرية بوادي خالٍ من البشر، فسكت الشيخ قليلًا وإذا قد أقبل اثنان من الجن فقال: ما عندكما من البرهان تشهدان به قالا: نشهد بالله شهادة نسأل عنها إذا وقفنا بين يدي الله سبحانه، قتله وهو متصور بصورة حية، فرفع الشيخ حاجبيه بيديه ثم قال: حدثني أبي عن جدي وساق بالإسناد إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "من تصور بغير شكله فقتل فدمه هدر" وأطلقوا الإنسي وقم فاذهب بأخيك وقد تقدم عن قريب قصة حديثه من هذا النوع أ. هـ.