أما عن لبنان وغارات اليهود عليها فإنها لا تزال تغلي مراجلها بالفتن والزعازع وقامت حكومة الرئيس إلياس الهراوي بالقتال والدفاع عن جنوب لبنان، ولكن ماذا يصنع باليهود الذين عزموا على إقامة مستوطنات على عتبة الجولان، وبما أنها تشرف على اليهود فإنها لا تتخلى عنها منذ أن استولت عليها، وكان بقاؤها فيها ذا أهمية عظيمة في مصالح اليهود، وقد عجزت سوريا عن طردهم عنها، وكان مما يظهر ويبين أن جميع ما استولت عليه اليهود لا يمكن أن يتحولوا عنه ولا عن شبر واحد منه، ولله كمال الإرادة، وهو على كل شيء قدير، وقد حاولت الأمة إيجاد صلح في الشرق الأوسط، وذهبت تلك المحاولات أدراج الرياح، ولله در الشاعر العربي حيث يقول:
فلا صلحٌ حتى تقدح الخيل بالقنا ... وتضرب بالبيض الخفاف الجماجم
ولا أَمنَ حتى تغشم الحرب جهرةً ... عبيدة يومًا والحروب غواشم
أمستبطئ عمرو بن نعمان غارقي ... وما يشبه اليقظان من هو نائم
وقد قدمنا شيئًا من أعمال رئيس العراق وهجومه الأخير على الأكراد فقد سقط من الأكراد عدد من المئات وأصيب آخرون، وقد جاء بالمدافع الثقيلة لهدم منازلهم وعثر المنقبون علي مصانعه أنه يعمل فيها إيجاد القنبلة الهيدروجينية المحظور استعمالها بين الأمم كلها.
[ذكر زيارة رئيس باكستان]
لما أن كان في غرة ربيع الثاني من هذه السنة قدم الرئيس غلام إسحاق خان إلى المملكة العربية السعودية لأنه قام بهذه الزيارة للمملكة لما بينها وبين بلاده من حسن الصلات، فأطلقت المدفعية لقدومه وأحدًا وعشرين مدفعًا، واستقبل استقبالًا يليق به من حفاوة وإكرام، إن الحكومة الباكستانية الإسلامية قد حظيت بهذا الرئيس المسلم، وقد كانت الحكومة السعودية قد أمرت ببناء مساجد في باكستان الإسلامية وعددها خمسون مسجد، ولا يزال فيها رجال يدينون بدين الإسلام، ففتحوا