رسائل إخوان الصفا والعشائر ... أتتك فقابل بالمنى والبشائر
تذكرنا أيام وصل تقدمت ... وعهد مضى للطيبين الأطاهر
ليالي كانت للسعود مطالعا ... وطائرها في الدهر أيمن طائر
وكان بها ربع المسرة آهلًا ... تمتع في روض من العلم زاهر
وفيها الهداة العارفون بربهم ... ذووا العلم والتحقيق أهل البصائر
محابرهم تعلو بها كل سنة ... مطهرةٍ أنعم بها من محابر
مناقبهم في كل مصر شهيرةٌ ... رسائلهم يغدو بها كل ماهر
وفيها من الطلاب للعلم عصبة ... إذا قيل من للمشكلات البوادر
وفيها الحماة الناصرون لربهم ... معاقلهم شهب القنا والخناجر
وهندية قد أحسن القين صقلها ... مجرية يوم الوغى والتشاجر
وروميةٍ خضراء قد ضم جوفها ... من الجمر ما يغري صميم الضمائر
وكانت بهم تلك الديار منيعةً ... محصنةً من كل خصم مقامر
غدت بهمو تلك الفنون وشتتوا ... فلست ترى إلا رسومًا لزائر
وحل بهم ما حل بالناس قبلهم ... أكابر عرب أو ملوك الأكاسر
وبدل منهم أوجها لا تسرني ... قبائل يام أو شعوب الدواسر
يذكر فيهمو كل وقتٍ وساعةٍ ... كتائب هلكى من وليلدٍ وكابر
وأرملةً تبكي بشجو حنينها ... لها رنةٌ بين الربى والمحاجر
وهذا زمان الصبر من لك بالتي ... تفوز بها يوم اختلاف المصادر
[فصل فيما جرى من مفاسد العساكر والبوادي]
ودارت على الإسلام أكبر فتنةٍ ... وسلت سيوف البغي من كل غادر
وذلت رقاب من رجال أغزةٍ ... وكانوا على الإسلام أهل تناصر
وأضحى بنو الإسلام في كل مأزقٍ ... تزورهمو غرث السباع الضوامر
وهتك ستر للحرائر جهرةً ... بأيدي غوات من بواد وحاضر