رأيت انتشار الأمن وهيبتهم لأوامر الحكومة في تلك الجبال والمواضع وقام رئيس المركز يشيعنا لما رأى عزمنا على مواصلة السير وقدم لنا ذبيحة من المعز، غير أننا كنا متوجهين إلى جهة ناصر السديري في بلدة الوجه ولا تسمح الظروف بحمل تلك الهدية بحيث رددناها شاكرين وسرنا من طريق فيها أودية على رأس السر والدثنة وحويرب حتى وصلنا إلى الوجه فنقول عنه.
[الوجه وموقعه والحديث عنه]
الوجه بلاد على شاطئ البحر وطقسه طيب ومناخه جميل وهواه عليل فيه بلدية وإدارة جوازات وإدارة شرطة كان رئيس الشرطة فيه هو القائد حسن رضا مشهدي، ويحتوي على مدرسة ابتدائية يبلغ طلابها ٤٠٠ طالب تأسست عام (١٣٣٠ هـ) ومدرسة متوسطة تحتوي على ٦٠ تلميذًا ومدرسة للبنات ابتدائية تحتوي على ٣٠٠ طالبة أسست عام (١٣٨٢ هـ) ومدرسة متوسطة للبنات تحتوي على ٦٠ طالبة وفي مدينة الوجه عشرة مساجد منها اثنان تقام فيهما صلاة الجمعة وفيه من الآثار قلعة الزريب وبنايتها تركية وقشلة الدفاع وكان قدومنا إلى الوجه في تمام الساعة الرابعة نهارًا بالتوقيت الغروبي اتصلنا حال وصولنا بالأمير في تلك الجهة ناصر بن عبد الله السديري وكان كهلًا قد علاه المشيب غير أنه يتمتع بحركة ونشاط كشاب نشيط فقام بالترحيب والتعظيم كغيره من الأمراء وأجلسنا معه في المكتب حتى خلص الخدم من تهيئة دار الضيافة التي تقع على ساحل البحر وكانت بنايتها تركية مزودة بالأسرة والفرش والنمارق وكانت غرفها ممتازة لما فيها من تمام الراحة وتشرف النوافذ على البحر وفي الطابق الأسفل أناس من الخدم يقومون بالحشمة من كل أنواعها وكان الأمير ناصر السديري رجلًا طيبًا متواضعًا جاء بعد صلاة الظهر يقود سيارته بنفسه إلينا وذهب بنا إلى مائدة الغداء التي كانت فخمة دعى إليها رؤساء البلدة وكبراء الموظفين في قصره، وكان رجلًا اجتماعيًا يحادث ضيوفه ويمازحهم، وفي غرائب صفاته أنه لم يسمح لأحد أن يضيفنا رغم طلبهم