[وفاة الأمير عبد الله بن جلوي أمير الأحساء رحمه الله وعفا عنه]
وهذه ترجمته:
هو الأمير الكبير العظيم الخطير، والعلم السامي الشهير الشجاع القدام، والباسل الهمام، الذي رجفت هيبته القلوب، وكشف بصارمه كياهب الخطوب، أبو فهد عبد الله بن جلوي بن تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود آل مقرن، ولد في سنة ١٢٨٧ هـ، وكان أحد النقباء الذين اختارهم صاحب الجلالة عبد العزيز في أول ظهوره، فسطى المترجم حينما هجم على الرياض، وشوهد من الأمير عبد الله جراءة وبسالة تضمحل دونها شجاعة الأبطال، وكان هو الذي أمسك عجلان، فأصبح موضع الثقة من ابن سعود بصفته ابن عمه وعضده الأشد في أول أمره، ويعده للنوائب لما له من الصرامة والفتك الشديد، وكان يحصد الرؤوس حصدًا تضرب به الأمثال، حتى أخاف المفسدين وأرعب المجرمين، وأمّن المسافرين، أضف إلى ذلك عدلًا وإنصافًا، وقوة في الدين، وحبًا لأهل الفضل، وناهيك بهذه الأوصاف التي يندر مثلها في سائر العالمين، ولما دخلت بريدة في ولاية ابن سعود للمرة الثانية وأخذ عنها تجربة لما كان أمراء آل مهنا عليه من الخلاف، وكثرة التمرد، جعل عليها عبد الله بن جلوي لما يعرفه عنه من المقدرة والصلاحية التي تؤهله لعلو المناصب، ولما أن قدمها وجد الأهالي يعانون التعب والمشقة لحفظ أموالهم، فمنع النظارة وأعلن للأمة أن من سرق له شيء فليأتي إليه، فهابته الأمة وسكنت المتحركات، وأمنت السبل.
ولما استولى صاحب الجلالة على مقاطعة الأحساء والقطيف، ورأى أهل تلك النواحي عتاة قساة نقله من إمارة مقاطعة القصيم وجعله في الإحساء، ورماهم بهذا الأسد في براثنه، وقد خلد في امارة القصيم آثارًا لا تنسى إلى آخر الدهر، فمن ذلك: أن رجلًا سبَّ عنده أهالي القصيم ليتزلف بذلك لديه، فلما قام من عنده بعث اليه رسولًا وقال له: إن الأمير يقسم بالله لأن عاد إلى تلك المسبة