كتاب تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان

ثم دخلت سنة (١٣٩٠ هـ) - تخريج أناس من تحفيظ القرآن - ج: 6 - ص: 168

التنفس وبعد نوبة المرض التي أصابته في سبتمبر (١٩٦٩ م) بشكل خطير قال له طبيبه أن حياة العمل ١٩ ساعة في اليوم الواحد قد انتهت فإما أن يختصر سنوات عمره أو أن يختصر ساعات العمل إلى أربع أو خمس ساعات في اليوم مع احتمال العيش لمدة أطول ولم يكن الاختيار سهلًا فحاول عبد الناصر أن يجعل من نفسه ما يشبه رئيس مجلس إدارة ومنذ أن بدأت تراوده الظنون بأن الإسرائيليين يريدون إسقاطه ويبدو أن الهدف الوحيد من الغارات الإسرائيلية في التعمق فوق الأراضي المصرية كان لجعله يبدو أحمق فأحاط نفسه بمعاونين يتميزون بالولاء أكثر مما يتميزون بالمقدرة.

وفي هذه السنة حج عالم اليمن أو عالم الجنوب العربي الشيخ محمد بن سالم البيحاني وكان لم يحج بعدها سوى مرة واحدة ثم توفى الله تعالى ذلك العالم الذي تفتخر به بلاده وسيأتي ذكر ترجمته إن شاء الله تعالى.

وفيها قرر الدكتاتور تيتو التخلي عن الحكم في يوغسلافيا وكان قد بلغ من العمر تسعًا وسبعين سنة وكان صديق جمال عبد الناصر الخاص وكان لم يحضر تشييع الرئيس جمال لقبره وذلك لعدم ضبطه توقيت مصر.

[تخريج أناس من تحفيظ القرآن]

في نهاية هذه السنة تخرج سبعة عشر طالبًا من معهد، القرآن الحكيم في مكة المكرمة وقد عينتهم جماعة تحفيظ القرآن أساتذة مساعدين في مدارسها بمكة المكرمة وقد استطاعوا أن يؤدوا واجبهم الدراسي على أحسن وجه وبكل حال فإن هذه الجمعية التي بذلت لجماعة تحفيظ القرآن وافقت تشجيعًا وانهال سيل من التبرعات لهؤلاء الدين قاموا بهذا المشروع وعلى رأس المتبرعين الملك فيصل بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين وأخوته الكرام متعب وأحمد ونواف وعبد الله بن فيصل وسلطان بن عبد العزيز وأحمد بن عبد الرحمن وغيرهم من الأجواد وكان رئيس جماعة تحفيظ القرآن هو الشيخ علوي عباس المالكي المدرس في المسجد الحرام ولا