كما أوصاه بلزوم مذهب الإِمام أحمد فهو حنبلي المذهب وله المكان اللامع في الأخلاق الفاضلة، وأخذ عن الشَّيخ علي بن داود وقد غزا مع جلالة الملك عبد العزيز في واقعة جراب، وفي هذه السنة أخذ عن الشَّيخ النمر وسافر إلى الإحساء فأخذ عن الشَّيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن بن بشر وسافر إلى قطر فأخذ عن الشَّيخ محمَّد بن عبد العزيز بن مانع ثم سافر إلى الرياض وأخذ عن الشَّيخ محمَّد بن إبراهيم آل الشَّيخ. وإن أخذه عن هؤلاء العلماء الفطاحل الذين حازوا قصب السبق لأكبر دليل على توفيق الله له وعنايته به وجده واجتهاده في تحصيل العلوم من مظانها وعلو مكانته في العلم.
أمَّا الوظائف التي نالها فقد انتدبه الملك عبد العزيز هو وعبد الله بن راشد وابن جار الله إلى تهامة بالحجاز مرشدين ثم جعل قاضيًا في تثليث ثم نقل منها إلى أيها قاعدة عسير وانتفع في صحبة الشَّيخ عبد الله بن راشد وأكثر الأخذ عنه ولا سيما في الفرائض ثم نقل من أبها إلى بيشة ثم نقل منها إلى تربة ثم نقل منها إلى الخرمة ثم أعيد إلى أبها ومنها نقل إلى القنفذة ثم نقل منها إلى قرية ومنها نقل إلى ضرما ثم نقل إلى الجوف مقر عمله. وكان يحب مواساة الفقراء من جيبه وأديبًا وعفيفًا ونزيهًا ومحبوبًا وذا لسان ناطق وفكر ثاقب ومجالسه بحوث علمية واجتماعية ولا يحب الهزل مع تواضع ويكلم الكبير والصغير والغني والفقير بما يناسبه وقليل الاهتمام في حطام الدُّنيا.
[مكانته في العلم ومؤلفاته]
أمام مؤلفاته فمنها (بستان الأخبار مختصر نيل الأوطار) يقع في مجلدتين، وشرح عمدة الأحكام مطولًا ثم اختصره في جزئين ثم اختصرها فكانت في مجلد. مختصر الكلام في شرح بلوغ المرام وهو شرح وجيز