باسم الإخلاص والنصح لهم، وما اسرّ عبدٌ سريرة إلى وألبسه الله إياها علانية، فمن ذلك ميله إلى صدام حسين وتأييده له ولفتنه مما أثار غضب العرب عليه وعلى أهالي فلسطين الذين ساروا خلفه مغترين ومنخدعين وانضمامه إلى الخميني في أول ظهوره ناسيًا أو متناسيًا ما في العواقب من سوء الحال، ولو نظرنا إلى ما حل في العراق من الدمار والقتل والجوع وعزله عن الأمة بسبب ما جرى عليه، لكان له ما يمنعه بموالاته، ولكن الله تعالى قال:{وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}[المائدة: ٤١]، مقتديًا بمن اغتروا مثل البشير وعلي عبد الله صالح وحسين الأردن الذين عاشوا مثله في ظلِّ هذه الحكومة، ولكنهم ويا للأسف قابلوا الإحسان بالإساءة، والمعروف بالأذى وان ضاع معهم المعروف فإنه لا يضيع عند الله عز وجل وكما قيل:
من يفعل الحسنات الله يشكرها ... لا يذهب العرف بين الله والناس
وفيها في ١٣ و ١٤ من شهر صفر هب إعصار في كوريا بلغ من قوته أن قتل ثلاثين رجلًا واجتاح تسعة وتسعين شردوا من منازلهم، وانفجر البركان المتقدم ذكره في الفلبين فأرسل حجارة قتلت من سقطت عليه، كما إنه نجم عن ذلك فيضان عظيم تأذى من ذلك أهالي الفلبين.
[مذابح في يوغسلافيا]
لما انشقت كرواتيا والصرب في هذه السنة حصل بين هاتين المنشقتين وأنفسهما نزاع وقتال شديد سقط لذلك رؤوس، وأرهقت نفوس وبلغ عدد القتلى بالمئات، وعجزت الأمة عن وضع حد لهذه الفوضى والفتنة العمياء، واستمرت المذابح بين الجانبين ولا تزال الفتنة قائمة منذ أن بدأت بينهما، وكانت أمريكا بما أوتيت من قدرة وقوة تسعى لإطفاء الفتنة بينهما، ولما أن حدث انشقاق في روسيا وقامت كل جمهورية تطالب باستقلالها نزعت هيبة الرئيس ميخائيل غوربتشوف وأطيح برئاسته، غير أنه استطاع أن يسترد منصبه