للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهالي بيت يستغيثون لطلب ما ينقذهم، فلما جاء أهل الإنقاذ إذا قد انقطعت أصواتهم وهلكوا عن أخرهم وهلم ما جرّى من هول ما وقع فيهم من الدماء والهلاك، وقد استمرت هذه الحالة السيئة منذ أكثر من سنتين بحيث لم يروِ التاريخ عن أكثر هلاكًا من هذه الأمة جوعًا، وتعجز الألسنة عن التعبير عما هم فيه من البلاء والأحزان ومرارة العيش، نسأل الله العافية، وبما أن الحكومات تبعث إليهم المدد من الإغاثة فإن الهلاك منتشر فيما بينهم، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا العافية، وأن يلطف بالمسلمين، وإن الإمدادات توالت إليهم من أطنان الحبوب والتمور، فإن الحالة تكاد تنطق عما هم فيه قبل ذلك، ولا يزال المسلمون يوالون إليهم أنواع الأغذية والأدوية، ولكن الأمور كما هي في تأزم الموقف إلى حالة يرثى لها.

[ذكر حادثة شنيعة]

ففيها في يوم الجمعة من يوم الحادي والعشرين من ربيع الأول قتل رجل من أهالي اليمن في مدينة الرياض أمه، وكان قد قام بمساعدة زوجته على والدته بالساطور يضرب رأسها ثم رقبتها، فأخذت الوالدة السكين فانتزعها من يدها بقوة فوقعت أصابعها، وقامت الزوجة بلبن البلوك ترجم رأس الوالدة حتى هلكت، فأتي بالرجل وزوجته وأجري عليهما حكم الله قتلًا فعند ذلك تتجلى هذه الجريمة من إنسان فقد دينه وإنسانيته، وعامل والدته الحنون بتلك المعاملة الرذيلة، وأي ذنب بعد الشرك بالله أعظم من قتل والدته التي حملته كرهًا ووضعته كرهًا، نسأل الله العافية، وإذا نزع الدين والحياء من الإنسان فليفعل ما يشاء، نعوذ بالله من الخذلان، ويكفيه ما لاقاه هو وزوجته من هذا الجزاء موتًا زؤمًا وكأسًا علقمًا.

وفيها جرى ترفيع موظفين ونقل آخرين، ففي عشرين ربيع الأول رفع الشيخ صالح بن محمد بن لحيدان من وكالة رئيس المجلس الأعلي للقضاء إلى رئيس المجلس الأعلى، ونقل وزير العمل محمد بن إبراهيم بن جبير إلى رئاسة مجلس الشورى ونصِّب الشيخ بن راشد الرئيس العام سابقًا في رئاسة ديوان المظالم، وكان الشيخ