فلما رأى العبيد والخدم ما جرى لم يحرك أحد منهم يده بالدفاع عن أحد ما هو إلا الرشيد قتل بعضهم بعضًا فرفع آل عبيد أصواتهم قائلين الحمد لله هذه آخرة آل عبد الله، ثم تولى الإمارة سلطان بن حمود آل عبيد أحد الفاتكين وما نجى من أولاد عبد العزيز بن متعب إلا سعود وهو الصغير منهم فر به أخواله آل سبهان خوفًا عليه إلى الحجاز.
ولما جلس سلطان بن حمود على عرش الإمارة كان هنا من يبغي له الغوائل وهو أخوه سعود جعل يدبر الكيد له ومتى يفتك به، ثم أن الأمير سلطانًا باشر حكمه بالمخاتله فأرسل رسولًا إلى ابن سعود يطلب الصلح وأرسل خفية في الوقت نفسه يخطب ود أهل القصيم ونجد ويستنصرهم على ابن سعود فبينما رسول السلم عند ابن سعود جاءه رسل من الزعماء في تلك النواحي ورؤساء البادية يحملون الكتب التي كتبها إليهم أمير حائل الجديد فغضب لذلك ابن سعود وشتم الرسول وهم بطرده فأشار عليه والده عبد الرحمن بقبول ما جاء رسوله من أجله، فعندما قبل عبد العزيز مشترطًا على سلطان الشروط التي اشترطها على سلفه الأمير متعب وهي أن إمارته تنحصر في حائل والجبل وأن سيادة ابن سعود تعم نجدًا والقصيم فعاد رسول السلم إلى سيده.
[ثم دخلت سنة ١٣٢٥ هـ]
ففيها ذهب ابن سعود غازيًا بعض القبائل المتقلبة في الجنوب ثم جمع جيشًا من بادية مطير ومن الحضر وزحف به إلى القصيم، وكان قد أخذ بنصيحة العوني وبأن له صدقه في شأن محمد أبي الخيل ووافق ما عنده وعزم على عزله ولكن العوني أذاع هذا السر إلى أخي الأمير فهد بن عبد الله فبلغه أخاه فاحتاط لها الأمير واجتمع بزعماءه يستشيرهم فأشاروا عليه بما يفصله عن ابن سعود وزينوا له أن يلجا إلى ابن رشيد وكان قبل ذلك قد أشار هو وزعماؤه على ابن سعود بأن لا يركن إلى ابن رشيد ولا يصالحه بل الحرب أولى، وكان عبد العزيز قد تحقق من ذلك من كتب سلطان إلى رؤساء القبائل في نجد والقصيم فما تردد