لما أن كان في اليوم الثامن عشر من ذي القعدة الموافق ليوم السبت ٦ إبريل نيسان من هذه السنة ١٤١٦ هـ يوافق عام ١٩٩٦ م قامت اليهود فحشدت قواتها بكل ما تستطيع وأرسلتها لحرب لبنان من مدافع وطائرات وصواريخ ودبابات ثقيلة، وجعلت تضرب لبنان بالقنابل العنقودية، والقنابل المحرقة، والقنابل المدمرة، والقنابل الهدامة، وواصلت الضرب على المدنيين والعجزة والنساء والأطفال من دون رحمة، ولا سابق انذار فهدمت البيوت، وحرقت المزارع، وفعلت بلبنان أفعالًا لم يسبق لها نظير ولا في عام اثنتين بعد أربعمائة وألف، وكانت جنود حزب الله وجنود أمل قد وقفت أمام هذه الجراءة العجيبة لأنها لا تملك سوى الرشاشات والسلاح الخفيف والصواريخ قريبة المدى، وكانت اليهود قد اتفقت مع أمريكا على هذا الشأن، ولم يستطع مجلس الأمن الدولي على إيقاف هذا التيار الجارف، ولم تخضع أمريكا لمجلس الأمن وتقديراته بل زعمت أن إسرائيل مظلومة، وليس لها إلا ذلك، ولما أن جرى من اليهود ذلك القصف العشوائي على لبنان فرَّ الأهالي والتجئوا إلى الجبال والزرائب لا يلوي أحد على أحد، فقد أحصي الذين تمكنوا من الفرار والهرب فبلغوا سبعمائة وخمسين هاربًا بعدما دكت منازلهم وطردوا، وذهبت تقارير مجلس الأمن أدراج الرياح، واستمر الضرب والقصف اثنين وعشرين يومًا، ووقفت العرب مكتوفة الأيدي وتهددت إسرائيل جميع من أراد أن ينضم إلى لبنان من أي دولة تكون بضربه، ولم تملك العرب والمسلمون سوى الاستنكار لذلك، ودفع المساعدات بالقوت واللباس، وبات الأطفال والعجزة في الفضاء السماء غطاؤهم والأراضي فراشهم، ينتظرون رحمة اليهود وقضاء وطرهم من تعذيبهم وطردهم من أوطانهم.
وفيها في يوم الأحد الموافق ٤/ ١٢ قتل رئيس الشيشان الذين يحاربون روسيا للتخلص منهم، وخلفه رئيس آخر، وكانت قد ظهرت كفاءة الشيشان بحيث