إذا كان ما تنويه فعلًا مضارعا ... مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم
وكيف ترخى الروم والروس هدمها ... وذا الطعن أساس لها ودعائم
وقد حاكموها والمنايا حواكم ... فما مات مظلوم ولا عاش ظالم
أتوك يجرون الحديد كأنهم ... سروا بجياد ما لهن قوادم
إذا برقوا لم تعرف البيض منهم ... ثيابهم من مثلها والعمائم
خميس بشرق الأرض والغرب زحفه ... وفي أذن الجوزاء منه زمازم
تجمع فيه كل لسن وأمة ... فيما تفهم الحداث إلَّا التراجم
فلله وقت ذرَّب الغش ناده ... فلم يبق إلَّا صارم أو ضيارم
تُقطع ما لا يقطع الدرع والقنا ... وفر من الأبطال من لا يصادم
وقفت وما في الموت شك لواقف ... كأنَّك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ... ووجهك وضاح وثغرك باسم
تجاوزت مقدار الشجاعة والنهي ... إلى قول قوم أنت بالغيب عالم
ضممت جناحيهم على القلب ضمة ... تموت الخوافي تحتها والقوادم
بضرب إلى الهامات والنصر غائب ... وصار إلى اللبات والنصر قادم
حقرت الردينيات حتَّى طرحتها ... وحتى كان السيف للرمح شاتم
ومن طلب الفتح الجليل فإنما ... مفاتيحه البيض الخفاف والصوارم
نشرنهم فوق الأحيدب نشرة ... كما نثرت فوق العروس الدراهم
تدوس بك الخيل الوكور على الذرا ... وقد كثرت حول الوكور الطاعم
[تشييع جنازته]
لما خرجت روحه في الساعة الأولى من صباح اليوم المذكور نعته جرائد المملكة وصحفها وكان لوفاته صدى بعث الحزن والأسى لأنَّه كان رحمه الله في مقدمة الرجال العاملين الذين كرسوا جهودهم ووقتهم لبناء هذا البلد فيه عُرف عنه من إخلاص وصدق وتفان لخدمة دينه وبلده وأناب صاحب الجلالة الملك فيصل أخاه وولي عهده خالد بن عبد العزيز بالمشاركة في تشييع جثمانه كما شارك عدد كبير