الدولي في شكوى الدول العربية جميعها من اعتداء إسرائيل على قرية قبية الأردنية وقتل نحو ستين عربيًا من أهلها ونسف عدد كبير من منازلها ومتاجرها وما تبع ذلك من تيتيم للأطفال وترميل للنساء واستلاب للأموال وخراب للديار جاء قضاء المجلس الذي ينتظر منه الفرج قرارًا يتضمن توجيه اللوم العنيف إلى إسرائيل على اعتدائها المذكور ولا شيء بعد ذلك من مطالبتها بتعويض المجنى عليهم، فأموالهم وأرواحهم وديارهم حلال لإِسرائيل أو تُعدّ أشياءَ توافهَ لا تستحق الاهتمام بتعويض أو مواساة.
[جمال عبد الناصر يعبر عن العرب]
وقف نائب رئيس وزراء مصر مساء ثامن ربيع الثاني أي من غد ليلة الحادث يُلقي خطابًا في نادي فلسطين استهله بقوله: إننا السبب في ضياع فلسطين، وقادتنا هم العامل الرئيسي لفقدها، ولم نفعل شيئًا غير الخطب والاجتماعات، كنا نقول سنرمي اليهود في البحر ولكننا لم نفعل، ثم قيل عن إسرائيل أنَّها دولة مزعومة، ولكننا لم نفعل لها شيئًا أيضًا. وأكد أن بريطانيا والعالم الحر هم المسؤولون عن ضياع فلسطين. وقال: إذا كنا لا نخيف الغير فلا فائدة من وجودنا فيجب إذن أن نشهد أنفسنا بأن عندنا القوة المادية وأن مصالح الغرب في بلادنا كبيرة وأهمها البترول الذي يستخدمه الجيش الأوربي. فنحن نعرف إذن كيف نستخدم هذه القوة كلها في الوقت المناسب. وقال في ختام خطابه: إنا دفعنا لبريطانيا ثمن طائرات ودبابات منذ ثلاث سنوات ولكنها لم تسلم إلينا حتى اليوم، ولم تكتف بريطانيا بهذا بل منعت بلجيكا عن توريد الأسلحة لنا وبلغ جملة ما دفعنا نحو عشرة ملايين من الجنيهات ثمن أسلحة لم نتسلمها.
هذا خطاب جمال الذي ألقاه، وسنرى ما صنعه سيادته نحو إسرائيل لما تولى الرئاسة.