يساعد هذا التاريخ، وكان الغرض منه تحذير الولايات المتحدة من الانضمام إلى صفوف الحلفاء، وقد هاجم الإنكليز بعض السفن الحربية الألمانية فتمكنوا من بعضها وأغرقوا طراد ألمانيا، ولكن بعدما أغرقت الألمان طردًا كبيرًا إنكليزيًا يسمى هود، وعطبت غيره، ولكن الخسائر التي حلت بالإنكليز أضعاف أضعاف الخسائر التي تلحق بالألمان، لأن الألمان لم يكونوا يعتمدون على البحر في نقل ما يحتاجونه، بينما كان كل اعتماد الإنكليز على البحر في كل شيء، وسنعود عن قريب، ولما كونت حكومة فرنسية في فيشي خاضعة لألمانيا وتحت انتدابها ارتاحت نفوس السوريين الذين استمرت ثوراتهم تقض مضجع فرنسا.
ثم إنه ألف بعض الضباط ورجال السياسة الفرنسية حكومة فرنسا الحرة
برئاسة الجنرال ديجول، لكن الإدارة الفرنسية في سوريا تبعت حكومة فيشي فانتشر عملاء المحور الألمانيون في المنطقة وسيطروا على مطاراتها واتخذوها قاعدة لألمانيا في الشرق فبادرت إنكلترا إلى العمل متعاونة مع قوات فرنسا الحرة وزحف الجنرال ويلسن الإنكليزي والجنرال كاترو الفرنسي على سوريا بعد هذه السنة بل في السنة التي بعدها واستولوا عليها من قوات حكومة فيشي وأعلن الجنرال كاترو استقلال كل من سوريا ولبنان، فاعترفت بهذا الاستقلال إنكلترا والدول العربية رغم وجود جيش الاحتلال الفرنسي في البلاد.
[ذكر ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق]
فنقول انتشرت الدعاية الألمانية ضد بريطانيا في صفوف الجيش العراقي حتى قام بعض الضباط بانقلاب عسكري في هذه السنة بعدما مهدت الثورة في التي قبلها، وذلك بتشجيع هتلر للعراقيين، وكان بعض ساسة العراق الذين كان يقودهم الحاج أمين الحسيني ورشيد عالي الكيلاني يعملون مع ضباط الجيش العراقي الأربعة الثائرين ضد بريطانيا للقيام بثورة في العراق وجعل أمين الحسيني يرسل رسله إلى برلين وأنقرة وروما للاتفاق مع ألمانيا وإيطاليا على إرسال الأسلحة اللازمة لتجهيز الجيش العراقي، وجعله قادرًا بأسلحته المحورية على مقارعة بريطانيا