تأسست هذه الشركة من قبل آل راشد الأثرياء وقد فتح باب الاكتتاب بعد أن تمت الإجراءات من قبل الحكومة السعودية ولما أن كان في مفتتح هذا العام قدم ثلاثة مهندسين للقيام بمسح البلد ووضع خريطة لها ولشوارعها والضواحي التي بالقرب منها ومدى احتياطاتها من الطاقة الكهربائية، فاستمرَّ أولئك المهندسون يدرسون الموضوع أربعين يومًا وبعد ذلك سافروا إلى هولندا لأنَّ الشركة الهندسية كانت هولندية تدعى شركة إتيم وهناك وضعوا مواصفات المشروع بعد الدراسات الضافية التي أجروها في بريدة بتاريخ ٢٨ محرم من هذه السنة، ولمَّا درست الشركة الاستشارية جميع العروضات أوصت بالاتفاق مع الشركة الهولندية لصناعة الكهرباء التي قدمت أنسب وأفضل عطاء وتمَّ ذلك في ٨/ ١٢ / ١٣٧٩ هـ. ولا تزال هذه الشركة تولي هذه المهمة اهتمامًا. وقد اتخذ لذلك أرض واسعة في الجهة الشرقية من بريدة وفي مكان مناسب لتقام عليها منشآت الشركة وذلك بجعل ثلاث فلل كبيرة لسكنى المهندسين. كما تمَّ حفر بئر إرتوازية بالأرض المذكورة لإمداد المساكن والمنشآت بالمياه العذبة الغزيرة وسورت الأرض جميعها بالحجر والأسمنت وامتدَّ العمل من مضي أربعة أشهر من السنة التي قبل هذه ولا تزال الأيدي تشتغل في تكميلها في طرف ثلاث سنين. وسيأتي لذلك بقية إن شاء الله تعالى.
وفي ربيع الثاني افتتحت المدرسة الصناعية ببريدة وبدأت تستقبل أفواج الطلاب الذين هرعوا جماعات للالتحاق بها. غير أن وزارة المعارف حددت العدد إلى ٤٥ طالبًا بينما تقدم من العدد ما يبلغ مائة طالب. وقد افتتح عدة مدارس صناعية بالمملكة السعودية وشوهد نشاط وتقدم في العمل.
هذا ولا يزال تدفق المياه العذبة في مقاطعة القصيم من الآبار الإرتوازية.