هذا وفي موسم الحج أوائل شهر ذي الحجة بلغ الشر ذروته في اليمن، وأحصى الذين سقطوا من بين المتقاتلين هناك إلى يوم التروية ثلاثين ألفًا ما بين قتيل وجريح، وعمَّ القتل في المدنيين وغيرهم، وقتل أربعمائة من الصومال الموجودين في اليمن، وكان الرئيس علي عبد الله صالح ينادي بعدم التدخل في هذه الحرب الأهلية، وقد تصاعدت أعمدة الدخان من مطار عدن أبين، وخاض الفريقان معارك شرسة، وقام أمين الجامعة العربية ينادي بالصلح والتدخل لإنقاذ الأمة في اليمن، ولكن الفريقان لا يزالان مصطلين بنار الحرب، ولقد جدَّ عصمت عبد المجيد في الأمر بالتدخل في من قبل الجامعة العربية، ولكنها صرخة في وادي خالٍ من البشر، وما زالت القتلى تنزف دماؤهم برمال الأرض.
[حادثة سماوية]
لما أن كان في ليلة الخميس الموافق ٢٣ ذي الحجة عام ١٤١٤ هـ في الساعة العاشرة ليلًا اصطدم كوكبان فحصل من ذلك نور عظيم بقد ست ثوان، رؤي في القصيم وحائل وغيرهم بحيث أضاء الكون كرابعة النهار، وهذا يسمى نيزك، وكان لما اصطدم بإحدى الكواكب شاهد ذلك النور الذين كانوا يخرجون في ساحات الفضاء، وقد تحدث المنجمون الذين كانوا يستدلون بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية قبل وقوعه بأشهر، والله على كل شيء قدير.
[ذكر موجة حر في آخر ذي الحجة]
لما كان في عاشر برج الجوزاء من هذه السنة جرت موجة حر شديدة لم يعهد مثلها منذ زمن طويل بحيث قرر خبراء الهند بأنه لم يجرِ مثلها منذ خمسين عامًا، وقد هلك في الهند بسببها أربعمائة شخص وأربعة أشخاص، ونقل إلى المستشفيات مئات من المصابين، أما عن المملكة العربية السعودية فقد قرر الخبراء بأنه لم يجرِ مثلها منذ خمس وعشرين عامًا، ولشدة الرطوبة جعلت المكيفات تقطر ماءًا، ولبثت خمسة أيام، والله على كل شيء قدير، وكان ذلك بعد افتكاك النوء عن الرياح