الصمود الذي تدفعه الملكة إلى مصر من خمسين مليون جنيه إلى ٧٥ مليون جنيه استرليني لما خفضت قيمة الجنيه الأسترليني بالنسبة للدولار الأمريكي وبذلك غدت المملكة تقدم أكبر حصة عربية لدعم صمود مصر؛ لأنَّ الكويت وليبيا بقيتا على تعهدهما بدفع حصصهما لم ترع حق هذا التخفيض وتم عقد مؤتمر في الخرطوم بين الملك فيصل والرئيس جمال على أن تسحب مصر قواتها من اليمن فانسحبت القوات المصرية من اليمن قبل نهاية عام (١٩٦٧ م / ١٣٨٧ هـ) وكان عددها يناهز سبعين ألفًا بين ضابط وجندي بعد سنوات ست قضتها في خوض معارك فوق تراب اليمن أريقت فيها الدماء الكثيرة بين المصريين واليمنيين ثم أن الرئيس جمال عبد الناصر منذ عام (١٩٦٧ م) غرس جهوده للمشاكل الناشئة عن الحرب فأعاد تكوين وبناء القوات المسلحة بمساعدة الروس استعدادًا لاحتمال وقوع حرب أخرى ولكنه في نفس الوقت التزم السعي إلى حل سلمي سياسي إذا كان هذا ممكنًا وظل يكابد شتى المشاكل الناشئة عنه نظرًا لأنَّ الفدائيين الفلسطينيين ومؤيديهم يعارضون أي حل من هذا النوع ومع أنَّه تورط في حرب طويلة شاقة لم تحرز نصرًا فإنَّه مع ذلك قد أصبح زعيمًا بارزًا حتَّى الوفاة.
[ذكر من توفي فيها من الأعيان]
فمنهم الشَّيخ محمَّد بن فارس رحمه الله وعفا عنه وهذه ترجمته: هو الشَّيخ الزَّاهد الورع ذو الأخلاق الطيبة محمَّد بن الشَّيخ أحمد بن فارس بن محمَّد بن رميح ولد عام (١٣١٥ هـ) توفي في يوم الأحد الموافق ١٦/ ٤ من هذه السنة عن عمر يناهز الثَّالثة والسبعين أخذ عن الشَّيخ عبد الله بن عبد اللطيف وأخذ عن الشَّيخ إبراهيم بن عبد اللطيف وأخذ عن الشَّيخ ابن راشد، وأخذ عن الشَّيخ سعد بن حمد بن عتيق وأخذ عن الشَّيخ محمَّد بن عبد اللطيف وأخذ عن الشَّيخ محمَّد بن إبراهيم آل الشَّيخ، وكان رحمه الله قد اشتغل مع والده الشَّيخ حمد في بيت المال للملك عبد العزيز كمساعد له فترة من الزمن لأنَّ الملك قد جعل والده إذ ذاك ثقة