لما أن كان في دخول برج العقرب الموافق ليوم الخميس ٢٢ جمادى الآخرة ٢٣ أكتوبر انعقدت سحب متراكمة على الرياض وما حواليها وأخذت الأمطار تهطل عليها، وأما القصيم فإن المطر رذاذ عليها، أما عن مكة والمدينة والطائف وسائر الحجاز فقد عمرتها أمطار قبل ذلك في نوء العواء أوائل الوسمي، وفي دخول شهر رجب اشتد هطول الأمطار على القصيم وسدير والوشم، وتوالى هطول الأمطار عليها، واستهدفت الرياض وما حواليها إلى أمطار غزيرة، ثم عمَّ ذلك القصيم ليلًا ونهارًا، ثم كانت السماء صواعق ورعودًا شديدة، وامتلأت المنخفضات، وكادت تغرق، وقامت المعدات شفط تلك المياه، واشتد نزول الأمطار بكثرة على الشرقية والوسط، وكانت مدينة بريدة قد استهدفت للغرق وقامت البلديات تواني أعمالها ليلًا ونهارًا ولا سيما المستشفى التخصصي فقد غرق وتعرض موضع الإسكان في بريدة لأن تخرج القوات الحكومية سكانه لأن يكونوا فريسة لتلك المياه التي طغت، واستمر الوضع في هذه الصفة وقد اختفت الشمس من ظلال تلك السحب المتراكمة، وما كان بمقدور الأمة إلا رفع الأكف إلى السماء يدعون للاستصحاء وأن يوقف الخالق تلك المياه التي لا طاقة لهم بها، وسقطت بعض البيوت وارتفعت مياه السماء على الأرصفة، واختفت والله على كل شيء قدير، وخافت الأمة في المملكة السعودية وشهدت منطقة الجوف خلال هذه الأيام هطول أمطار غزيرة سالت على أثرها الأودية والشعاب مما أدى إلى تعرض العديد من المواطنين لمحاصرة السيول والموت غرقًا، الأمر الذي استدعى التدخل الضروري لقوات الإنقاذ التابعة لمديرية الدفاع المدني بمنطقة الجوف بكل إمكانياتها المتاحة حيث تمت الاستعانة بطيران الدفاع المدني لإخلاء العديد من المواطنين ممن حاصرتهم السيول في أحد الشعاب التي تبعد أربعمائة كيلو متر عن مركز طبرجل، ومن ثم نقلهم إلى مناطق أكثر أمنًا، وقد بلغ عدد من تم إنقاذهم اثنين وأربعين بين ذكر وأنثى، وما زالت الإسعافات تسير في طريق الإنقاذ.