وفيها شرع الإمام عبد الله بن فيصل المذكور في بناء قصره المعروف في بلد الرياض.
وفيها وفاة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبي بطين رحمه الله، وكانت وفاته في سابع جمادى الأولى، وهذه ترجمته:
هو الشيخ الإمام العالم العلامة والقدوة الفهامة، البارع الماهر، والبحر الزاخر، والعلم الظاهر، الحبر النبيل والهمام الجليل الذي اشتهر علمه بين الثقلين، وانتشر ذكره بين الخافقين، خاتمة المحققين وقدوة الموفقين، وسيف الله على أعناق الكافرين، وسهمه الصائب لأفئدة المارقين، الحافظ الذكي الألمعي اللوذعي عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سلطان بن خميس الملقب أبي بطين العائدي قدس الله روحه، ونور مرقده وضريحه، ولد في بلد الروضة من بلدان سدير لعشر بقين من ذي القعدة سنة ١١٩٤ هـ، فنشأ فيها على طلب العلم والديانة والعفاف، حتى أدرك ما يقصر عن إدراكه أولو العرفان وفاق في الفضل والنهي لأهل الزمان، وما زال يتقدم في الفضل ويسمو في العلم حتى بلغ رتبة يقصر عنها سبق السابقين، ويقف عندها اختلاف المتنازعين، مد يده لنيل العلوم، فنال نشر الفوائد والمنظوم، وغاص بفهم واقد في التحقيق، فسل غوامض من العويص بتمام التدقيق، فلله دره من إمام بارع وصارم لأعناق أهل الضلال قاطع، ومن سبر رسائله وأجوبته وتدبرها تبين له سبق هذا الإمام الذي افتخرت به الأواخر على أوائل الزمان، وازدهت به الأقطار والبلدان، وانتفع بعلمه القاصي والدان، وإنه شمس غير أنه لا يغيب وآثاره ومواهبه لا يواريها غطاء المريب.
واعلم بأنه يجب تقديمه في الذكر ولكن لما كان السلطان ظل الله في الأرض قضت الظروف بتأخير ترجمته لأسباب ذلك وما يتعلق به.
[ذكر مشائخه الذين أخذ عنهم]
أخذ العلم عن الشيخ العالم العامل الورع الزكي عبد العزيز بن عبد الله الحصين