فلنرجع إلى ما نحن في صدده من الأمور التي تشمئز منها قلوب المؤمنين وتنكرها فطر العالمين من هتك الحكومة الكويتية، والعبث بأموالهم وأعراضهم، وهدم مساكنهم، وطردهم من ديارهم، وإخراجهم منها، بل هدموا جزءًا من المساجد التي هي بيوت الله، ولما أن جرى ذلك من رئيس العراق زاد الطين بلة أن قام المنافقون الذين في قلوبهم مرض ويتربصون الدوائر بالحكومة السعودية، وهم حسين ملك الأردن، ورئيس اليمن الشمالية علي عبد الله صالح، وانضم إلى العراق وذلك لما كان يسول لهم ويملي لهم الرئيس العراقي بأنها حانت الفرصة لما كانوا يريدون، وينتظرون هذا يريد الحجاز وذاك يريد ضم عسير إليه، وجعل رئيس الفتنة ينادي جميع العرب للانضمام إليه، وأنه قام لحماية الحرمين الكعبة المشرفة وقبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الصليبيين الذين استقدمتهم السعودية بزعمه، ولكنه خاب فلم يستجب له أحد لعلمهم بأنه كذاب، بل أنه لما قام باحتلال الكويت تظاهر بأنه لا يريد الكويت بل يريد المملكة العربية السعودية ودول الخليج كعمان وأبو ظبي والبحرين وقطر والإمارات هناك، ومن العجائب انخداع الأردن له وهي التي كانت السعودية ترضعها بلبانها وتمد مليكها بمئات الملايين، كما أن اليمن الشمالي تتمتع بالنعيم والترف من مساعدات السعودية، فقد بنت لهم المدارس، وجلبت إليها المدرسين السعوديين وغير السعوديين، ومهدت طرقهم وجعلت لديهم المستشفيات والمستوصفات، ولكن من كلام الحكمة "أتق شر من تحسن إليه" وكانوا لا يفهمون من ذلك حكومةً وشعبًا، إلا أن السعودية خائفة منهم ببذلها لهم الأموال من دون حسبان، أمور مضحكة، ونتائج مؤسفة تبكي العاقل ويضحك السفيه لها، أما ما كان من مجلس التعاون الخليجي فإنه مفكك وفرَّ كلُ ناجيًا بنفسه لما دهاهم من شدة الهول والذهول، ولم يسفر ذلك المجلس عن شيء، بل فشل وأصبحت وحدة العرب كما أعرب عنها الرئيس المصري حسني مبارك ووصفها بأنها كالطقس لا