بن عبد الله أن يرجع معه إلى حائل وأعطاه العهود والمواثيق على أنه لا يناله منه مكروه، وأقاموا في الرياض أيامًا، ثم رجع بعمه إلى حائل وحصل على الأمير بندر من محمد بن عبد الله ما سنذكره إن شاء الله تعالى؛ وفي كلام الحكمة:"اتق شر من أحسنت إليه".
وفي هذه السنة ابتدئ بحفر خليج السويس ليتصل بحر الروم ببحر القلزم، وكان تمام ذلك بعد تلك السنة بست سنين، وكان القائم بهذه المهمة دولة الفرنسيس والأنكليز، وإسماعيل باشا والي مصر، وبعد تمامه جعلوا على المراكب التي تمر منه رسومًا معلومة على قدر ما فيها من الحمل، وقد كان هذا العمل إرادة أمير المؤمنين هارون الرشيد ليتهيأ له غزو الروم إذا اتصل البحران، فمنعه وزيره يحيى بن خالد البرمكي وقال له: إن فعلت ذلك تختطف الأفرنج للمسلمين من المسجد الحرام، فامتنع الرشيد عن ذلك وكف عنه عملًا بنصائح الوزير.
[ثم دخلت سنة ١٢٨٧ هـ]
وفيها أقبل سعود بن فيصل من عمان وتوجه إلى البحرين، فقدم على آل خليفة رؤساء البحرين، وطلب منهم النصرة والقيام معه، فوعدوه بذلك وقدم عليه في البحرين محمد بن عبد الله بن ثنيان بن سعود بن مقرن، واجتمع على سعود خلائق كثيرة فتوجه بهم إلى قطر لقتال السرية المرابطة فيه من جهة الإمام عبد الله، وحصل بينه وبينها وقعة شديدة صارت الهزيمة فيها على سعود وأتباعه وقتل منهم عدة رجال، من أعيانهم محمد بن عبد الله بن ثنيان، ورجع سعود بعد هذه الوقعة إلى البحرين وأخذ يكاتب العجمان، فقدم عليه منهم خلائق كثير.
ولما كان في رجب من هذه السنة سار سعود من البحرين ومعه أحمد بن الغنيم بن خليفة وعدة رجال من أهل البحرين، وتوجهوا إلى الأحساء بتلك الجنود، ولما وصلوا إلى العقير اجتمع عليهم من عامة العجمان وآل مرة وممن معهم من البوادي جم غفير، وكان رؤساء العجمان يكاتبون سعود بن فيصل ويعدونه بالنصرة