في حصونهم قابعين، وقد كان لهم أربعة حصون في الهفوف وخارجها اثنان في الكوت، وكوت الإحساء هو حصنها المنيع وما أحاط به من البيوت، وقد بناه الأتراك في استيلائهم عليها سنة ١٠٤٠ هـ بعد انقراض دولة الأجود العقيلي منها، وحصن إلى الجنوب وآخر إلى الشمال، فعندما أبلج الفجر شرعوا يطلقون البنادق والمدافع من تلك الحصون على البلاد فكانت طلقات طائشة فلم نصب أحدًا بل أنصحت عن الذعر والرعب الذي أخذ منهم كل مأخذ.
فلما كان عند الظهر جاء جندي من جنود ابن سعود باسير من الترك وهو ضابط طاعن في السنن فأرسله عبد العزيز رسولا إلى المتصرف وإلى قائد الحامية وقال له: قل لهم يسلمون إذا كانوا يبغون العافية ونحن نؤمنهم ونرحلهم إلى بلادهم، أما إذا أبوا فليستعدوا لقتال سنهاجمهم في مراكزهم ساعة هاجمنا البلد البارحة، فقبل المتصرف والقائد الأمان ثم سلمت الحامية التي كان عددها ألف وخمسمائة جندي، فأذن جلالة الملك لهم بالنزول ولا ننزع عنهم سلاحهم قائلًا لا ننزع من الجند العثماني سلاحه، أما المدافع والذخائر فظلت مكانها في الحصون، ثم جهزهم بالركائب ورحلهم وعائلاتهم وأمتعتهم، فساروا إلى العقير وليس معهم من يخفرهم ويؤمن طريقهم غير رجل واحد من رجال ابن سعود وهو أحمد بن ثنيان رسوله سابقًا إلى جمال باشا، وعندما وصلوا إلى العقير جهزهم أحمد بسفن تقلهم إلى البحرين.
[الاستيلاء على القطيف سنة ١٣٣١ هـ]
لما استولى ابن سعود على الإحساء أرسل سرية إلى القطيف بقيادة عبد الرحمن بن سويلم فلما أن وصل إلى تلك الناحية بادر أهلها إلى التسليم ولم يكن للترك في القطيف غير شرذمة من الجنود ففروا في السفن هاربين.
أما عساكر المتصرف الذي رحلوا من الحساء فعندما وصلوا إلى البحرين بالسفن بعد إكرام ابن سعود لهم وتعظيمهم ومنحهم الزاد والأثاث وبعث من يحرسهم تشاوروا وتراجعوا ووجدوا من يزين لهم الرجوع وإعادة الكرة بأن