الكيلاني في العراق إلى نتائج أخرى مختلفة جدًا، ولكنها تحولت فصارت تمهيدًا لدخول العراق في الحرب إلى جانب الأمم المتحدة وصار ابن سعود بجانب عظيم من شكر الولايات المتحدة والإنكليز له وشكر رعاياه الذين ينتظرون منه في مقابلة السلطة التي يتولاها أن يكون ركينًا حصيفًا لا خلل في تدبيره وأن يجنو أهم ثمار عقله وحكمته.
[ذكر من توفى فيها من الأعيان]
ففيها في ١٥ رجب توفى الشيخ الماهر عبد الله بن سليمان بن بليهد قاضي حايل رحمه الله، وهذه ترجمته:
هو الشيخ الإمام العالم العلامة الحافظ أبو عبد الرحمن عبد الله بن سليمان آل بليهد، كانت قبيلته من بني خالد يتسلسل نسبه إلى مضر بن نزار، أخذ العلم عن الشيخ محمد بن عبد الله بن سليم، وعن الشيخ الإمام عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ، وعن الشيخ عبد الله بن محمد بن فداء، وجميع بين العلم والشجاعة والعقل والذكاء والبصيرة، وجدَّ واجتهد حتى بلغ شأو المفاخر، وأصبح موضع الإعجاب من أمته وحكومته، ألف مناسكه التي صدق عليها قول القائل في مدحها من أبيات فيها:
قد أوضح الدين الحنيفي نهجها ... لأئمةٍ سادوا بنيل سماكها
وتمسكوا بأدلة كالشمس في ... إشراقها فالسعد في إمساكها
تسعى إليك هديةً من خادمٍ ... للعلم كي يحظى بحسن دراكها
فأرشد بها غاوي الطريق فإنها ... شمسٌ تنير وأنت من أفلاكها
وألف أيضًا رسالة نصيحة لأهل مكة وغيرها صاح بها صيحة في دعوة الناس إلى التوحيد لله بلغت الأفاق، وكانت مختصرة تبلغ نصف كراسة، وله رسالة في هذا النمط وله غير ذلك.