استهلت هذه السنة والحرب في اليمن طاحنة بين الأهالي والجيش الغازي المصري وقد قامت السلطات المصرية ضد الأهالي الأحرار بأساليب التعذيب وقد غصت السجون باليمانيين لمعارضتهم الاستعمار المصري وقامت الصحف العربية السعودية بنشراتها تطالب هيئة الصليب الأحمر الدولية باسم حكومتها باتخاذ إجراءات تجاه هذه الأعمال التي لا تقرها الشرائع السماوية ولا القوانين الدولية والتي ذهب ضحيتها أكثر من مائة شخص في غارتين من بين رجل وامرأة وطفل من السكان الآمنين عدا مئات الأشخاص الذين أصيبوا بأعراض تسمم بالغاز السام ولا يزالون قيد المعالجة وبالرغم من هذه الشكايات والضجة إلى مجلس الأمن فإن الطائرات المصرية لا تزال تواصل غاراتها وتلقي قنابلها المتفجرة بالغازات السامة التي لولا هذه الهجمات بالطائرات لاستولى الإماميون على جميع تلك القوات المصرية كما استولوا ودمروا غالب تلك المصفحات والدبابات والسيارات والمدافع الثقيلة ولقد بعث الوزير اليماني إلى سكرتير الأمم المتحدة شكواه لوضع حد لهذه الغارات التي مر عليها اثنان وخمسون شهرًا وإيقاف هذه الإبادة الوحشية التي يمارسها أهل اليمن ويكابدونها ويزاولونها وقد تقدم أن أمريكا انخدعت لطلب الرئيس المصري اعترافها بحكومة عبد الله السلال ليسحب قواته من اليمن ثم كان بخلاف ذلك ولما أن طالبته بسحب قواته بعد اعترافها بحكومة السلال أجابها لا يمكن انسحاب القوات المصرية قبل أن نضمن للحكومة الجديدة البقاء وتقوية مركزها الدولي ولا غرابة أن تعمل أمريكا ضد هذه الخدعة كما جرى على مصر فيما بعد ذلك ولقد حاولت أمريكا في هذه الآونة وجوب سحب قواته من اليمن وألحت عليه لما فهمت أنه جعلها تبقي وفقًا للخطة المرسومة.
وفيها أصدر صاحب الفضيلة سماحة المفتي للبلاد السعودية الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ فتوى عظيمة ورسالة طويلة بشأن غلاء المهور وساق الأدلة من