محمد بن مقبل، وعن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم، وعن الشيخ عمر بن محمد بن سليم، ثم ذهب الى مكة المكرمة فأتم دراسته هناك، وجد واجتهد، ثم كان مدير المدرسة في مكة، واستمر في هذه الإدارة حتى توفاه الله تعالى، ثم إنه تولى إمامة المسجد الحرام خمسين عامًا أي نصف قرن، وكان محبوبًا، وهو الذي يتولى ختم القرآن ليلة الختم في صوت حسن وبكاء وخشوع، وإذا تمت الصلاة من ليلة الختم فإن الخلائق المجتمعة في المسجد الحرام يكادون يقتتلون للسلام عليه، وربما قامت الشرطة لحجز المزدحمين عليه، وكن طوالًا يستعين بالعصا وعليه ملبوساته الشماغ والمشلح، ويلقي دروسًا ويعظ وينصح، وكانت ولادته في عام ألف وثلاثمائة وسبع وعشرين على الصحيح، ويحب الاصطياف بالطائف، وقد حزن المسلمون لموته، فقال بعض العلماء هذه رنة أسف لوفاة الشيخ عبد الله الخليفي، وقال بعضهم: يا للأسف أنه توفى والد الأئمة في المسجد الحرام، الناسك الفقيه، وقال عند أحد مؤذني المسجد الحرام: فقدنا الصوت الشجي والعالم الوفي والمربي الفاضل، والكاتب الإسلامي، كما أثنى عليه سائر أئمة المسجد الحرام، ودعوا له بالمغفرة والرحمة، نهض إمام المسجد الحرام وخطيبه، وكان أذا لم يؤم فيه فإنه يصلي خلف الإمام ولا يتأخر عن الصلاة مع الجماعة، وقد كان بين الأئمة كالوالد لديهم.
[وفاة صاحب السمو الملكي فهد بن عبد الله]
بن سعود بن عبد العزيز بن عبد الرحمن رحمه الله وعفا عنه، قالت جريدة المدينة المنورة في إحدى صفحاتها: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي}، {لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ}، {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (١٥٥) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (١٥٦) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} بقلوبٍ راضية بقضاء الله وقدره يتقدم المعزون بأحر التعازي القلبية المخلصة وصدق المواسات إلى خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده والنائب الثاني وسائر الأمراء