للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بُيُوتُهُمْ خَاويَةً بِمَا ظَلَمُوا} (١) وقال جل ذكره: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إلا إِحْدَى الْحُسْنَيَينِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيدِينَا} (٢) فأصابهم الخزي في الدنيا بأيدي الأمريكان وقامت بالتفتيش على أسلحتهم ومعداتهم وضربت قصورهم وسامتهم سوء العذاب وأصبحوا بعدما كانوا يحلمون بالسيطرة على العالم إذا بهم خائفون غير آمنين في وطنهم تفرقت جموعهم وتفرق عليهم شعبهم وما عند الله في الآخرة إلا خزي وهم لا ينصرون وصار العذاب يلاحقهم في عقر دارهم.

ثم نعود إلى ذكر مدينة بريدة التي أتى إليها أهل الكويت حيث أصبحوا آمنين فيها برغد من العيش ولقد كانوا في أوائل قدومهم يستجدون في الأسواق ليحصلوا على قيمة وقود سياراتهم بحيث كان تاجرهم لا يملكون شيئًا، وبعدما أمن امراؤهم سعوا لهم في مالية الكويت ما يصلحهم وأصبحوا ساكنين في مواضع الإسكان في مدينة بريدة في مدينة جديدة التي يقطنون مع إخوانهم السعوديين ورجعوا إلى وطنهم شاكرين للحكومة عطفها، وإنها لمفخرة عظيمة وأيادي تستحق الشكر والذكر ورفع الراية البيضاء لهذه الحكومة جزاها الله خيرًا وأيدها وحفظها من الأسواء.

[ذكر شيء من تطور الزمان]

لما كان في هذه السنة نشأ شباب في مدارس تحفيظ القرآن وضبطه وتجويده وكثر أولئك الطلاب كما كانت جامعة الإمام محمد بن سعود تخرج الطلاب الذين منهم المدرسون والقضاة وكتاب العدل فتولى أولئك الأعمال وأصبح القضاء بيد الشبيبة،


(١) سورة النمل، الآيات ٥٠ - ٥٢.
(٢) سورة التوبة، آية ٥٢.