للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما ما كان عن أفغانستان فلا تزال المذابح بينهم، كما أن الصومال لا يزالون يتقاتلون في طلب الرئاسة، وقد عجزت الأمم المتحدة وأمريكا عن تسكين فتنهم فيما بينهم، ولقد طلبت منهم ملوك الإسلام ورؤساء الجمهوريات الإسلامية أن يضعوا حدًا لهذا الشجار فيما بينهم، ودعوهم إلى الصلح، وأن تضع الحرب أوزارها، ولكنها فشلت جميع الإصلاحات، ولكنهم أبو إلا التناحر، وقد ظهر في هذه الأيام بعض المسلمين الذين يقومون بطلب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تونس والجزائر ومصر وقامت حكوماتهم بإعدام بعضهم، وهم شراذم في تلك الجمهوريات، وأودع بعضهم في غيابات السجون والتضييق عليهم، وكنت أظن أن أولئك الغيورين لو سلكوا طريق الحكمة والتفاوض مع حكوماتهم لكان خيرًا لهم، ولكن الأمور بيد الله.

وفيها في الوسمي هطلت أمطار على عسير والطائف وحائل وما إلى ذلك على القصيم أمطار ضعيفة، نسأل الله تعالى أن يجعلها مباركة وأن يعم المسلمين بفضله وكرمه، وقد رفعوا أيديهم إلى السماء لذلك.

[ذكر المجزرة الكبرى في فلسطين]

هذه المجزرة تدعى مجزرة منتصف رمضان عام ١٤١٤ هـ ذلك بأنه لما كان في فجر اليوم الخامس عشر من رمضان أوعزت اليهود إلى رجل منهم أن يهجم على مسلمي فلسطين وهم يصلون صلاة الفجر بالمسجد الإبراهيمي في الخليل، فدخل المجرم متذرعًا بالجنون، وكان قد أعد رفقة له وهما رجلان كانا متلبسين باسم الصلاة، ولما أن سجد المصلون أطلقوا عليهم الرشاشات، فسقط من نيران الرشاشات خمسة وستون قتيلًا، وجرح ثلاثمائة نقلوا إلى المستشفيات، بينما يتظاهر اليهود بأن الجاني مجنون، وقد أفاد الجرحى بأن السفاحين عددهم ثلاثة، ولما جرت هذه الفعلة الشنعاء والجريمة النكراء التي قد تقدم لها سوابق من هذه الأمة البغيضة التي لم تخشَ سطوة الخالق، ولم يتلقَ أهالي فلسطين من النصرة من أمة الإسلام رد فعل سوى الاستنكار والغضب، ومن الدول الكبار من تقول سنشجب على هذا