الحصون، وهدم المساجد، وحرق التوراة، ثم انصرت راجعًا، وحمل الأموال التي كانت في الشام، وساق السبايا، فبلغ عدة صبيانهم الذين سبأ من أبناء الأحبار والملوك تسعين ألف غلام، وقذف الكناسات في بيت المقدس، وذبح فيه الخنازير، ونظر بعض أنبياء بني إسرائيل إلى ما يصنع بهم بختنصر من العجائب وأنواع التعديات فقال مخاطبًا ربه تبارك وتعالى بما كسبت أيدينا سلطت علينا من لا يعرفك ولا يرحمنا.
وقال بختنصر لدانيال ما الذي سلطني على قومك قال عظم خطيئتك، وظلم قومي أنفسهم، فهذا مما يخيف الأمة في هذا الزمان، ويبعث الخوف والقلق، واني لأنصح وأحذر المسلمين من عقوبات الذنوب والمعاصي فإن الله عز وجل يغار فيجب على المسلمين أن لا ينهمكوا في تقليد الأمم الأخرى ويقلعوا عما هم عليه، لأن غالب المنتسبين إلى الإسلام اليوم في أقطار الأرض إلا من شاء الله حدث فيهم الانحلال وخف عليهم أمر دينهم، ولم يتقيدوا بتعاليم الشريعة بحيث سلب ذلك وقارهم وجعلهم ضحكة للأجانب فلا حول ولا قوة إلا بالله، ومن عاش فسوف يرى.
[ذكر من توفى فيها من الأعيان]
فمنهم الأمير محمد الرعوجي، وهذه ترجمته:
هو الهمام التقي الأمير الجواد السخي الكريم، أمير الأسياح، البطل الشجاع، ذو المناقب العلية والفضائل الجلية، أبو زيد محمد بن رعوجي بن زيد ابن محمد بن فهيد بن فهيد بن راشد بن صالح بن ناصر بن قراض بن سعود بن محمد بن جلهم بن روق، ينتهي نسبه إلى الأساعدة من عتيبة، كان يجتمع نسب آل فهيد هؤلاء ونسب آل فوزان في راشد بن صالح، وسمي فهيد باسم أبيه لأن أباه توفي وهو حمل، فسمي باسم أبيه، فيكون فوزان وفهيد أخوين، أما والد الأسرة محمد بن فهيد فهو أمير الأسياح إذ ذاك، وكان له مماليك وخيل، =