لقد أكرم الله عز وجل الحكومة السعودية وذلك لتحكيمها الكتاب والسنة، وخدمة الحرمين الشريفين وحجاج بيت الله الحرام وزوار المسجد النبوي الشريف، ومعاملة الله بكل من أراد بها سوءًا بشر معاملة.
ولما أن قام رئيس العراق صدام المخذول بما قام به من سوء المعاملة للإسلام والمسلمين سلط الله عليه من حيث لم يحتسب في قذف في قلبه الرعب يخرب مملكته بيديه، ويسعى في تدمير شعبه سوء تدابيره، وقام الذين انخدعوا لأكاذيبه ومكره كاليمن والسودان وحسين صاحب الأردن بحيث ابتلاهم الله بأنواع البلاء، فهذا حسين يعاني الأمراض في جسمه وفي ضيق من الاقتصاد، وهذا رئيس السودان انشق عليه شعبه وقاموا يتناحرون بسبب الثورات والمنازعات فيما بينهم، وأصبحوا بحالة يرثى لها من الجوع والفقر، وهذا رئيس حكومة اليمن جعل الله له السوء في تدبيره، وشغلهم في أنفسهم، وكانوا عبرةً لأولي الألباب فيا، سبحان الله ويا عجبًا لما تفعله الذنوب والمعاصي، وتنتج النتائج السيئة التي أحاطت بهم، ولقد جدت الحكومة السعودية في حسن الجوار ومواساتهم بالأموال والتعمير، ولكنهم غيروا فغيّر الله عليهم، ويا ليت إخواننا من المسلمين داموا على مبادئهم ورعوا نعم الله الدارة عليهم فأمسوا بحالة لا يحسدون عليها، وكلًا من هؤلاء المناوئين ابتلاه الله بنقيض قصده.
كانت ميناء العقبة مهددة بضربها وعجزت الأمة عن تسكين الفتن فيما بينهم، وفي ذلك عبرةً لمن يعتبر ويخشى، وإن لحسن النية لتأثيرًا عظيمًا في إصلاح شأن العبد، والعكس بالعكس، ولو أتينا بنتيجة النيات القبيحة وما تجلبه لضاق الموسع، ولكننا نشير بقصة وجدتها عن بعض الملوك: هو أنه كان له حاجب ولا يزال بسيفه ومروحته على رأس الملك، فقام ضده نمام يستثير الملك ويشوه سمعة ذلك الحاجب، وما زال بالملك حتى أمر بقتل الحاجب، وبعث بكتاب إلى الجلاد كتبه بيده يقول فيه: اقتله واسلخ جلده ورده إلي، وكان الحاجب كثيرًا ما يردد كلمات