يفد فيهم حربه ولا صلحه جعل يشعل النار بينهم وبين ابن سعود، وكان صديقًا لخزعل وأحبه حبًا شديدًا صافيًا فبنى له قصرًا في الكويت وبنى خزعل لمبارك قصرًا في المحمرة إلى غير ذلك لكن إذا تأملنا سياسته وتقلباته العجيبة بعد إمعان النظر في سيرته وجدناه من دهاة العرب وحكامهم الذين يصلحون الدنيا بإفساد الدين ولا يتقيدون بشرع رب العالمين. وهذه صفته:
كان طويل القامة أسمر اللون أدعج العينين ماكرًا قوي الذاكرة قليل النسيان وكان مع ذلك قليل الإناءة كثير اللهو صلب الإرادة ولا يرده راد إذا ما عزم على أمر، طموحًا طامعًا ويحلم بالسيادة على البلدان المجاورة له.
ولما استجمع الباب العالي على جعله عضوًا في مجلس الشورى لدى الدولة العثمانية وضايقته في بلاده التجأ إلى الإنكليز فكان الكويت لهم غنيمة باردة وما أحسن مثلًا له بالثعلب في مكره وروغانه، وكان في آخر أمره يتظاهر بالفاحشة حتى في رمضان هكذا نقله المؤرخون عنه نسأل الله السلامة، ولما مات قام بالأمر بعده ابنه جابر بن مبارك، فعدل ابن سعود عن مهاجمة العجمان وبعث تعزية له بأبيه ونصيحة له أن لا ينهج على منوال أبيه في السياسة ثم رجع ابن سعود من جهة الكويت، ولما أن كان في أثناء الطريق التقى برسول من الممثل البريطاني في خليج فارس السير برسي كوكس أحد رجال الإنكليز يرجوه أن يوافيه إلى القطيف للمفاوضة في أمور هامة فتوجه عبد العزيز إلى تلك الناحية واجتمع به هناك.
[ذكر اتفاق ابن سعود مع الإنكليز وعقده معهم]
لما هلك شكسبير لم يسأم الإنكليز من ابن سعود فقد جعلوا مكانه السير برسي كوكس يطلبه إلى الانضمام إلى الإنكليز ضد تركيا فاتفق بابن سعود في جزيرة دارين ولما اجتمع به كوكس سأل ابن سعود عما يستطيع أن يؤديه من الساعدة للأحلاف فأجابه ابن سعود إني أساعدهم بأمرين؛ أعاهدهم، أولًا أن لا يجيئهم ضرر مني ما دامت المعاهدة بيني وبينهم مرعية الجانب، وأعاهدهم ثانيًا أن