لزيارة بعض الأعيان والعلماء وأجاب دعوة الوجهاء فجلس في بيوتهم. هذا ولا تزال السيارات المسلحة تراقبه وتسايره وما زال كذلك إلى وقت الغداء فذهب إلى مخيمه للراحة، وفي آخر النهار ذهب إلى دعوة الوجيه التاجر صالح بن طويان في التغيرة وشاهد تدفق المياه هناك ثم زار بقية الأعيان في بريدة ورجع إلى مخيمه لتناول العشاء ثم أنَّه صلَّى صلاة الجمعة في جامع بريدة وسار في الساعة الثَّانية صباحًا من يوم السبت إلى عنيزة فلبث فيها إلى وقت العصر ثم سار منها قبل الأذان إلى بريدة فودع الأمة في بريدة وسار على السيارات إلى البطين.
[عمارة المسجد الجامع ببريدة]
لمَّا كان في رابع من ربيع الأوَّل من هذه السنة شرع العمال بعد صدور الأمر من صاحب الجلالة في نقض عمارة جامع بريدة وهذه لأنَّ هذه العمارة التي قام بها الشَّيخ عمر بن محمَّد بن سليم قدس الله روحه منذ ثماني عشرة سنة عمارة لا بأس بها وأدى فضيلته في كونه إذ ذاك القاضي والمشرف على الأعمال جهودًا يشكر عليها سوى أنَّ السقف لم يتقن البناؤون الذين يعملون تحت إشراف المهندسين محمَّد العبيدي وابن حامد وضبعة وحيثما اختل بعض السقف تداعى بقيته. ولمَّا كان في السنة المتقدمة واشتدَّ وقع السيول على مدينة بريدة سقط غالب المسجد ولم يبق منه سوى أكواخ قليلة كالأطلال لذلك قام الملك سعود بن عبد العزيز برجاء من الشَّيخ عبد الله بن حميد وأمر بعمارته وإعادته من الأسمنت المسلح بعدما قدرت تكاليفه بمليون وثلاثين ألف ريال وأضيف إلى بقعة المسجد بيوت آل ربدي اشترتها الحكومة بثلاثمائة ألف ريال إلى جهة الشمال وذلك لتوسعته من الجهة الشرقية ليكون شرقيه مساويًا لغربيه وقد انتدب لعمارته المقاولان فهمي أبو العز المصري وسليمان بن فوزان العثمان فشرع المذكوران في جد واجتهاد وجلبوا له العمال والمهندسين الفنيين ليقوم