في الحقيقة فلِمَ لا يتركوا بلاد العرب ولِمَ لا يكفون عن عدائهم سبحان الله ما أعظم شأنه.
[غدر اليهود وأمور تحاك في الباطن]
في هذه الآونة غدرت اليهود في ميدان قلقيلية: غير أن الملك حسين سعد هو وجيشه وحرسه أمام هذا العدوان اليهودي الغادر فأبرق الملك سعود للملك حسين يشكره والشعب الأردني على ذلك النضال وقد أعلن رئيس الديوان الملكي الأردني بهجت التلهوني عن زيارة الملك سعود للأردن في خامس نوفمبر. فمن العجائب أنَّه في هذه اللحظات الحرجة في تاريخ الأردن بل في هذه الأيَّام التي تحاك فيها المؤامرات ضد الأردن وضد استقلاله وببيت أهله كل ليلة على جناح الخوف يتوقعون في كل لحظة أن يدهمهم العدو الغادر بدباباته وطائراته بل في هذه الأيَّام التي يشيع فيها قوافل الشهداء يعتزم صاحب الجلالة على زيارة الأردن فلسان حاله يقول: إننا معكم فلا تبتئسوا إننا إلى جانبكم ولا تهنوا فإننا نضع كل ما نملك إلى جانبكم فلا تشعروا بحاجة أبدًا ونقف بأجسادنا مع أجسادكم سورًا منيعًا دون بيوتكم وأهليكم وأقوله وكنت المؤرخ إنِّي أرى أنها لو وضعت الأمور عن تخطيط وحكمة وتمهل من حكومة مصر لما وقع الأمر على ما جرى على مصر ولكن الأمور وقعت عن غير تخطيط وبينما بريطانيا بخداعها تذيع بنصر الأردن وقام مذياع إسرائيل يذيع بأن ابن غوريون رئيس وزرائها يشكر أمريكا وفرنسا ويقول: إن بريطانيا لا تستحق الشكر بل تستحق اللؤم لإرسالها الأسلحة لأعدائنا يريد الأردن إذا في خلال ذلك يذيع مذياع موسكو أنَّ بريطانيا وشريكتها فرنسا هما اللتان دفعتا إسرائيل للاعتداء على الأردن وسر ذلك إظهار مصر أمام العرب بمظهر العاجز عن مساعدة الأردن وبذلك تبيّن خزي بريطانيا بإظهار روسيا لهذه الحقائق فإنَّ قلم المخابرات الروسي يحصى على الإنكليز أنفاسهم، والدليل على ذلك أنَّها لمَّا صممت