بلاد العرب بموضع خصب طيب التربة عذب الماء وتأتيهم الإمدادات من هذه الدول، ولا سيما أمريكا التي تدفق إمداداتها بالمليارات وتزودهم بالأسلحة الحديثة ليقووا معنوياتهم، ويثبتوا مراكزهم، فقد أصبحت دولة إسرائيل لا يستهان بها عاصمتها تل أبيب، ويفكرون بأن يجعلوا العاصمة القدس، وجعلوا يتوسعون ويخضعون كل من تحرش بهم، ويتهددون ويتوعدون بنشر سلطانهم على نيلها وفراتها، واستطاعوا أن ينشئوا معامل ومصانع للأسلحة والذخيرة، وقد شاع بين الأمة أنهم يملكون قدرًا لا يستهان به من القنابل الذرية، وكان العرب ينتظرون بفارغ الصبر الفرج من الله حيث عدموا صلاح الدين الأيوبي، والمعتصم بن هارون الرشيد، ولعل الله أن يحقق النصر كما ورد في الحديث المتفق على صحته عن أبي هريرة مرفوعًا: "لا تقوم الساعة حتى يتقاتل المسلمون واليهود، حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول الحجر والشجر: يا مسلم هذا يهودي خلفي، تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود، ولن يخلف الله وعده، وما زال المسلمون بعد ما مستهم البأساء والضراء وزلزلوا ينادون متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب.
[ذكر عجائب وغرائب من العالم]
لما أن كان من الأول اليوم من شهر محرم افتتاح عام ١٤٠٠ هـ شاهد الحجر الأسود والكعبة، البيت الحرام المعظمة منكرًا من القول، واستبيحت حرمة مكة التي حرمها الله يوم خلق السماوات والأرض ولم يحرمها الخلق بل حرمها الخالق جل وعلى, فلا يحل سفك الدماء فيها ولا يعضد شجرها وإنما أباحها الله لنبيه ساعة من النهار ثم عادت حرمتها سائر الدهر كحرمتها قبل ذلك، فقد دخل المجرم جهيمان بن محمد بن سيف العتيبي وأتباعه المسجد الحرام بسلاحهم واستحلوا حرمة الله في وقت صلاة الفجر واستولوا على المكرفون ومكبر الصوت، وأخذوا يذيعون شرهم وبلائهم، وأغلقوا الأبواب، وحصروا المسلمين في المسجد الحرام، وألقوا الرعب في