ماء في ذلك الجبل الذي يدعى جبل ذرف في شعيب يسمى شعيب الحفن وهناك خيمة فيها رجال محافظون على آثار تلك الأقدام وهي لا تزال باقية منذ شهرين ونصف شهر لم تمح، ولكنها لم تحتفر بالصخر ولم تكن مضيئة كما زعموا ولكنه موجود في الجبل على مسطحة أثر قدم منطبع في الصفا بأصابع واضحة ورؤية واضحة كبير الحجم هدانا إليه أحد الحارسين هناك.
[حادث أليم في هذه السنة]
لما كان في اليوم الثالث عشر من ربيع الأول استشهد فيصل بن عبد العزيز فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
[صفة الحادث]
لما كان في هذا اليوم المذكور ١٣/ ٣ / ١٣٩٥ هـ الموافق ليوم الثلاثاء ٢٦ مارس - آذار - (١٩٧٥ م) تقدم فيصل بن مساعد بن عبد العزيز فدخل على عمه فيصل بن عبد العزيز متذرعًا بتهنئته بعيد الميلاد، وكان متجندًا المسدس خفية وبما أنه من الأسرة فإنه سمح له بالدخول فأفرغ رصاص المسدس في رأس الملك وصدره وكان هناك قرائن تدل على أنه يخشى على الملك منه وكان أمر الله قدرًا مقدرًا. ولما أن وقع هذا الحادث الأليم المشؤوم سقط الملك عن الكرسي ورفع طرفه إلى السماء، وقال إرادتك يا رب، ثم تكلم بصوت خافت يقول: حققوا مع الجاني، ولما نقل إلى المستشفى ما كان إلى حياته من سبيل وسلمت روحه إلى خالقها وقد قبض على الجاني وضربوه بأعقاب البنادق حتى انكسرت إحدى قوائمه وأودع السجن وقد حدث لذلك رنة أسف في مشارق الأرض ومغاربها وفي الجزيرة العربية ونكست الأعلام لموته وأعلن الحداد في سائر ممالك الدنيا عليه لأنه أكبر داعية إلى الإسلام وأكبر مقاوم للشرك في زمانه، وهكذا أعرب الجاني بأنه قتله لذلك وهذا لما جرى التحقيق معه وتكلم بكلام خرج فيه من الإسلام.