غدر بها يحيى، ويدافع عن بلادنا وكياننا وشرفنا، وأبرقت ليحيى بأننا لا نريد إلا السلم، ولا نريد الحرب، وأن باب السلم لا يزال مفتوحًا متى أراد أن يجنح له وأن ينسحب من بلادنا، ولا يتدخل بشؤوننا، وهذا التدبير لم ألجأ إليه إلا مضطرًا، وبعد أن أعيتني جميع الوسائل، ولا أعذر أمام الله ولا أمام خلقه إذا لم أقم بواجب الدفاع عن مملكتي وبلادي، لنا أكثر من عشرة أشهر ونحن نقابل يحيى ونجادله، وانتشر خير ذلك في سائر الأنحاء فلم يظهر من المسلمين ملوكهم وأمرائهم وأحزابهم من يتقدم لإصلاح ذات البين أو يطلع على حقيقة ما بيننا ويعلم من الصادق ومن الكاذب، ولم يردنا غير برقيات التمني التي لا تنتج شيئًا، هذا أخر كلامه، ومن أراد الاطلاع على المقالة فليراجعها في جريدة أم القرى.
[رجوع وفد يحيى]
لما امتدت المفاوضات شهرين إلا ثمانية أيام ولم تسفر عن شيء ولم يظهر نتيجة، ولاحظ الوفد السعودي محاولة اليمن التنصل من شروط المعاهدة تارةَ بزعم أن الإمام يحيى لم يوقع عليها بالذات، وأخرى بأنها لم يقصد بها تحديد الحدود أو الاعتراف بالوضع الحاضر في الحجاز، أضف إلى ذلك سوء نوايا الإمام يحيى بتجهيزه في هذه الفترة على الحدود، لم يكن لهذا الاجتماع فائدة فسافر وفد يحيى في ٢٤ ذي الحجة عن أمر يحيى وطلبوا السفر عن طريق ظهران، وحيث أن خط الحرب ممتد على طول خط الجبهة لم يرَ صاحب الجلالة حفظًا لكرامة الوفد وصيانة لحياته أن يسمح لهم عن ذلك الطريق، فاقترح عليهم أن يكون سفرهم إلى الساحل وأن يركبوا إلى موانع الإمام يحيى.
فبعث ابن الوزير برقية إلى جلالة الملك بواسطة فؤاد حمزة ما معناه أنكم استحسنتم أن تكون خطة عودتنا إلى اليمن من جهة القنفذة والبحر، وهذه خطة صعبة بعيدة، ومعنا جملة خيل وذلول يتعذر ركوبها في البحر، ومن البعيد أن لا يكون في وسع مقدرتكم خطة عودتنا هي خطة سفرنا أولًا فلم يكن قبلنا إلا جندكم الذين هم تحت أمركم ونهيكم إقدامًا وإحجامًا، وسمو الأمير سعود