ويعلو بها أمر الإله وشرعه ... وتدرس من أرجائها كل بدعة
وتبدو بها لله يومًا رؤسنا ... ملبين للمولى بحج وعمرة
وتعلو لمرضاة الإله وجوهنا ... مهلين في لبيك من كل وجهة
نعظم فيها البيت والحرم الذي ... بتحريمه أي الكتاب تجلت
فلأجل ذا مال الجنود لغيرة ... فإهراضهم عن ذا لعلم وخبرة
وما ذاك من خوف الحسين وآله ... ولا من بها من ذي جفاء وغفلة
ولكنه خوف من الله وحده ... لتحريمه أرجاء بيت بمكة
ويا رب فاقطع من يروم جناية ... تدس على الإسلام أدنى دسيسة
وأزكى صلاة مع سلام على الذي ... به كان ختم الرسل خير البرية
كذا للآل والأصحاب ما قال قائل ... لك الحمد مولانا إله البرية
ولما أن دارت الدائرة على الأمير على مرة ثانية، وفر تاركا وراءه بعض القتلى والجرحى مخلفا أجود مدافعه وسلاحه بعد أن خانه جنده وأنصاره وذلك لما رأى أقدام الإخوان والنيران مستعرة نجى بمن معه من الجنود، كما فعل في وقعة الطائف، حين أراد الأهالي الخروج منه لما رأوا قرب الخطر، فمنعهم وطمأنهم وأبدى أن لا يخرج كل الأهالي ويكون آخر من يخرج، ثم أنه فر كفعله الأول تاركا وراءه بعضا من قومه، وجميع الأهالي المساكين الذين لم يعلموا بخروجه إلا بعد ما رأوا الأيادي تلعب بهم والرؤوس تتساقط.
[ذكر خلع الحسين بن علي]
لما جرت واقعة الهدى وانهزم جيشه، جعل يظهر الشجاعة، ويضرم نيرانها، واستبسل لمن بقي من جيشه، ويمد حبال الأمل، ويظن أنه قادر على إخراج المتدينة وابن سعود من الطائف بل من الحجاز متى شاء، وقد طالما قال ابن سعود من الدرجة الخامسة بين أمراء العرب؛ فقال أحد رجال الديوان لما رأى من أفعال الجنود السعودية بفتكهم في الديار الحجازية يا مولاي، ومعنى الدرجة الخامسة يا مولانا هو أن ابن سعود صاعد إلينا ولم يبق بينه وبيننا غير خمس درجات أو خمس ساعات أو خمسة أيام إنما النتيجة واحدة، فقد جاء يوم الحجاز وهو المقدمة ليوم ابن سعود.