شيء من الضيم مراعات للظروف لحصلت بعض الراحة حتى تسنح الفرصة، وإنهم يريدون إخراج اليهود من فلسطين حاليًا وهذا شيء شبه مستحيل، هذا والله المسؤول بأن يأتي بالساعة التي فيها الفرج والتخلص من هذه الورطة ليسترد العرب والمسلمون حقوقهم كاملةً من أعدائهم، وبما أن المسلمين قد وقعوا في أربع مشكلات فقد أشرنا إلى إحداها، ونأتي ببقيتها.
[هدوء يسود لبنان]
لما أن سقط العماد عون وسلم أتباعه وجد أهالي لبنان بعض الراحة لوطنهم وبلادهم، وقامت الأمة التي تسعى إلى إيقاف الحرب بسعي حثيث وجهود جبارة لوضع حل بين حركة أمل وما يسمى حزب الله، وقد باتت طلائع تبشر بحل تلك الأزمة ولا سيما إن كان الرئيس حافظ الأسد قد التفت إلى ما حل بلبنان فإنه بسعي منه لوضع العراقيل المتعلقة بذلك قد يحصل المقصود، ولعل الجهود التي بذلت في هذا السبيل بمؤتمر الطائف يكون لها الأثر الفعال ولا سيما وقد قام الرئيس إلياس الهراوي بتنظيم حكومته وأصبح سعي اللجنة الثلاثية مثمرًا ثمرته المطلوبة، وهذا بعد حروب استمرت في لبنان خمسة عشر عامًا، وقد قدمنا السنة التي قبل هذه ما قامت به اللجنة وإعادة الكرة بعد فشلها، وبالرغم من كثر الموانع والصعوبات إنه عم التزام شامل بوقف إطلاق النار في لبنان وإعادة فتح المطار فيه، وفتح ميناء بيروت، وعمت فرحة شعبية غامرة وتدفق العائدون إلى العاصمة، وإن اللجنة الثلاثية قد نالت مقصودها ولم يتطرق السأم ولا الملل إلى السعي نحو الغاية المطلوبة، ولكن أنى وهيهات، وكيف وأن البلاء قد تفتحت أبوابه وتفتقت الأرض بشرٍ وويلات، فما كادت العرب أن تسعى إلى ترميم الشرخ حتى وقعوا في محنة ثالثة وهي هجوم العراق على الكويت، ذلك الهجوم الهمجي الذي أنساهم جميع ما تقدم من المشكلات وأصبحت نيران البلاء تأجج من جديد وتنذر بشرها وويلاتها، وأصبحت الأمة في حيرة مما جره الرئيس صدام حسين على العرب والمسلمين وما سببه من الكوارث التي تفوق العدَّ والحسبان، فبعد قتاله لإيران واستنزافه لأموال