لما كان في ظهر يوم الأربعاء ثلاثين أكتوبر الموافق ٢٣ ربيع الثاني افتتح المؤتمر رئيس وزراء إسبانيا بكلمة ألقاها إمام الأمة، وكان الرئيس ميخائيل غربتشوف يتعلق بالموضوع، وقد جلس الرئيس الأمريكي أول النهار مع رؤساء الوفود للتفاهم، وقد خص خمسة آلاف مصور لذلك وعرضت قرارات مجلس الأمن، وأظهرت الأمة اهتمامها حول هذا المؤتمر ولا سيما الرئيس جورج بوش وميخائيل، وقد بارحا مدريد لما مهد للأمور، وألقيت الخطب والكلمات حول المؤتمر وقررت جلسات بعد هذا اليوم، هذا وقد كانت اليهود ليلة ذلك اليوم تواصل اعتداءاتها على جنوب لبنان، فقد ضربت سبع قرى في لبنان كما أن حركة فتح في أشد ما يكون من الهجمات والعنف ضد اليهود، وساد الاضطراب والقلق في حال هذا المؤتمر بين اليهود والعرب، وكانت الدول الخمس تعد بحل الموضوع وترشد إلى أن الحل يتطلب وقتًا ليس بالقصير، ويظهر مما بذلوه من جهد في الإصلاح بين العرب واليهود أنهم مهتمون في قضية فلسطين ولبنان، والله من وراء القصد.
[إطفاء آخر بئر في الكويت]
لما كان في يوم الجمعة الموافق ٢٥ ربيع الثاني من هذه السنة واحد نوفمبر تم اطفاء آخر بئر في الكويت التي فجرها صدام حسين في غزوه للكويت، وقد ذكر أنه سيعمل عملًا في الكويت يأتي على الرطب واليابس، وفجر تلك النيران، مما أثر دخانها على الأفق، وأثر على نزول الأمطار في الكويت وما جاورها بحيث نزلت الأمطار متأثرة من الدخان الأسود على الأراضي التي تبلغ مسافة ستمائة كيلو بحيث كانت الأرض متلونة بالسواد من جراء فعل هذا العدو اللئيم المجنون الذي فقد دينه وإنسانيته، ويكفي ما عاقبه الله به من الخذلان، وجعل كيده في نحره، ولم يحصل إلا على الخزي والعار والسمعة السيئة في الدنيا والآخرة.