لما كان في يوم الاثنين ٥/ ٥ أقيمت صلاة الاستسقاء في سائر أنحاء المملكة نزولًا على أمر الملك فهد بن عبد العزيز، وكان ذلك اليوم يوافق ٢٦ من الوسمي، نسأل الله تعالى أن يغيث المسلمين، وقد مرَّ على ذلك فترة لم تنزل فيها أمطار بعد الاستسقاء، ومن سنته أنهم إذا لم يسقوا يستسقوا ثانيًا وثالثًا، إن الله يحب من عباده الإلحاح بالدعاء ولا ييأسوا، وإذا عزموا على الاستسقاء فسقوا قبل الخروج خرجوا في يوم موعدهم، نسأل الله المزيد من فضله، وإن الله يحب أن يُسأل ويغضب إذا لم يُسأل، فنسأل الله أن يرحم عباده وبلاده وبهائمه، ويسقي البلد الميت وينشر رحمته وينزل علينا من بركاته، وقد ذكر العلماء حالة الخروج إلى صلاة الاستسقاء أنها تكون بخشوع وتواضع، ويخرج الإمام بعد الشيوخ والعلماء والصبيان، ويباح حضور البهائم والأطفال والضعفاء، إذا تواضع جبَّار الأرض رحم جبَّار السماء ويكون ذلك أسرع للإجابة لأن الله أرحم الراحمين.
[حادثة]
لما كان في يوم ١٣/ ٥ أصيب قطار في المكسيك فهلك بأسباب ذلك الحادث غالب ركابه، وقد قامت فرق الإنقاذ فقامت بإخراج ٦٥ جثة من الهالكين، وقد أبيد معظم ركاب القطار، وقد ذكرتني هذه الحادثة حادثة قوم ذهبوا من القصيم إلى جازان في جنوبي المملكة السعودية، فلما أن وصلوا إلى مياه البحر هناك ركبوا في سنبوك لصيد الأسماك، وكان الذي ربط في الأرض لم يمكن السنبوك كما ينبغي فانطلق في البحر ملججًا تدفعه الرياح في ذلك البحر اللجي فلا ينظرون إلا إلى السماء وغبَّة البحر فأيقنوا بالهلاك ورجعوا إلى أنفسهم يودعون الحياة ويجأرون إلى الله في طلب النجاة، وجعل بعضهم يستحل من البعض رافعين سباباتهم إلى السماء بحيث قد انقطعت الحيلة إلا من ربهم تبارك وتعالى، وبينما هم كذلك بدت لهم سفينة عن بعد فجعلوا يشيرون إليها بأيديهم، وما