للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقد حصل في هذه السنة جفاف عظيم ونزلت مياه الآبار وخشي من هلاك الزروع والخضر وغيرها من قلة الأمطار ولا سيما المليداء في القصيم فقد خسر المزارعون الألوف لشراء المواسير وتنزيلها إلى أسفل لنزول المياه وبما أن الأمة استعملت المحاور والأمطار الصناعية فقد أثرت مع قلة الأمطار على الماء قال الله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (٢٢)} (١).

[ذكر بئر العجائب]

لما كان في شهر شعبان من هذه السنة ظهرت بئر جديدة في المدينة المنورة حفرت وأقبلت الأمة عليها وجعلوا ينسجون حول مائها الكثير من الأساطير والخوارق ويقولون أن ماء هذه البئر يفتح الشهية ويزيل الأذية ويقوي البصر ويزيل الحساسية من الجسم وأقبل المرضى يتدافعون حفاة عراة أمام البئر.

وسولت لهم أنفسهم أن ماءها يشفي من جميع الآلام وأمراض المعدة وغيرها من الأمراض وأن هذه البئر التي يمتاز ماؤها بكل هذه القدرات التي يعجز عنها الطب الحديث تشهد إقبالًا منقطع النظير من أبناء المدينة وغيرها من مدن المملكة وربما من الدول المجاورة كل منهم يبحث عن العلاج.

ويقول وكيل البئر رضا عمران السحيمي إننا لا نأخذ مقابلًا لهذه المياه من رواد البئر بل بالمجان وجرى من الناس كما جرى في السنة السابقة على بئر الشملي.

أما كيف تم اكتشاف أن هذه المياه تعالج كل هذه الأمراض فيقول السحيمي علمنا ذلك من خلال بئر أخرى قديمة في الشمال كانت مياهها تعالج أمراض النظر والحساسية وعندما حفرنا هذه البئر الارتوازية وجدنا أن مياهها تتميز بكل مميزات


(١) سورة الذاريات، آية ٢٢.