إلى موضع الكارثة، وانفصل الحادث عن قتل خمسة آلاف قتيل وتدمير خمسين قرية، مع أن غالب الجثث قد اندفنت ولم يوقف لها على خبر، بل ابتلعتها الأرض.
[ذكر موجة حر]
لما كان في ٢٨ السرطان ٢٥ ربيع أول عام ١٤١٩ هـ اشتدت وطأة الحر، وكانت الحرارة شديدة، وتزداد كل يوم حتى بلغت قدر لم يعهد مثله منذ ثلاثين عامًا، أو قد ثبت بالأرصاد الجوية وأعلنت الحكومة أنها رفعت في العاصمة الرياض والقيصومة والإحساء إلى ثمان وأربعين درجة، وبلغت حرارة الشمس في الكويت ستين درجة، وفي الظل خمسين درجة، كما أن الدرجة ارتفعت في المدينة المنورة ثمانية وأربعين درجة، كما أن المكيفات والمراوح قد لا تنفع بها ولا تفيد، واشتدت وطأة الحر، وهلك أناس في أمريكا من شدة الحر، ونزل خريف أمطار في أيام الجوزاء بحيث جرت بعض الشوارع، وذلك في مدينة بريدة برعود وبروق، وهذا أيضًا لم يعهد، وفي الناس من تأثرت صحته، ولا ريب أن هذا من أتعاب الحياة ومشاقها، نسأل الله أن يلطف بالمسلمين، وقد بلغت الأحوال إلى أن من السكان من لا يخرج في منتصف الأيام خشية من ضربات الشمس ولهيبها، وقد تنطفئ بعض السيارات حوالي وقت الظهيرة من شدة الحرارة، وقد شاهدنا من وهج الشمس وحرارة الطقس شيئًا ما كنا نعرفه قبل ذلك، وقد لا تطيقه القوى البشرية، نسأل الله تعالى العافية، وقد ارتفعت درجة الحرارة في مدينة بريدة إلى تسع وأربعين في ٢٤ من ربيع الآخر ١٦ أغسطس أب ٢٥ الأسد، وهذا شيء نادر الوقوع.
[زيارة سلطان بن عبد العزيز لحائل]
في يوم الاثنين ٩/ ٥/ ١٤١٩ هـ إلى يوم الخميس ١٢/ ٥/ ١٤١٩ هـ فأقيمت له الزينات في بلدة حائل، ونظمت أعمدة الكهرباء وقلائد اللمبات، وأظهر الفرح والسرور بعالم الزينات، وكانت القبائل قد ملأت ساحة بلاد حائل كلٍ بخيامه، وما إلى ذلك فحرب، وبنو تميم، وقحطان وشمّر وعنزة ومطير وعتيبة،