وكان أخو المقتول محمد بن عبد الله بن رشيد قد ركب من الجبل وافدًا على الإمام عبد الله بن فيصل، فجائه الخبر بقتل أخيه متعب وهو إذ ذاك في الرياض، فاسرّها في نفسه، وكان عاقلًا، وأقام هناك عند الإمام بقية تلك السنة.
[ثم دخلت سنة ١٢٨٦ هـ]
ففيها ولد الشيخ عبد الستار بن عبد الوهاب الدهلوي، ويعرف بصاحب المكتبة، لأن له مكتبة في مكة المشرفة بمحلة الشامية بقاعة الشفا وتحتوي على ألف وسبعمائة كتاب وأربعة عشر كتابًا، ومن نفائس محتوياتها تواريخ مكة المخطوطة.
وفيها توفى الشيخ عبد الرحمن بن عدوان تغمده برحمته الكريم المنان وأسكنه فسيح الجنان، وكان رحمة الله عليه ممن أخذ عن الشيخ عبد الرحمن بن حسن، وعن الشيخ محمد بن مقرن بن سند بن علي بن عبد الله بن فطاي الودعاني، وهو من الغراغير من تميم، وكان قد تولى قضاء الرياض للإمام عبد الله بن فيصل.
وفيها أغار أمير الجبل بندر بن طلال بن رشيد على الصعران من برية، وهم على الشوكي، فأخذهم وقتل رئيسهم هذال بن عليان بن غرير بن بصيص.
هذا ولا يزال محمد بن عبد الله بن رشيد مقيمًا في الرياض لدى الإمام عبد الله، وفيها زحف الإمام عبد الله بن فيصل بجنود المسلمين من الحاضرة والبادية، فقصد جهة الأحساء ونزل على دعيلج المعروف هناك، وكان سعود بن فيصل إذ ذاك في عمان فأقام الإمام عبد الله هناك نحو أربعة أشهر، ثم بعث في ذي القعدة سرية إلى قطر مع مساعد الظفيري والعسعوس وأمرهم بالمقام هناك، وبعث سرية إلى الأحساء مع فهد بن دغيثر وأمرهم بالمقام عند ناصر بن جبر الخالدي، وعدا بمن معه من المسلمين علي الصهبة من مطير وهم على الوفرا، فأخذهم ثم قفل راجعًا إلى الرياض، وأذن لمن معه من أهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم.
وفيها وفد الأمير بندر بن طلال بن رشيد على الإمام عبد الله ومعه له هدية ثمينة، فأكرمه الإمام ومن معه وأحسن وفادته، ثم طلب الأمير بندر من عمه محمد