للسلام وليعرض عليهم كتابًا من وزير بغداد للأهالي، فسار محمد المذكور من الزبير إلى البصرة ومعه جنوده بسلاحهم يحملون الطبول، فلما أقبلوا على السرايا قاموا يغنون ويضربون الطبول وبعرضون، وكان قد جعل لهم المستلم كمينًا من العسكر في موضع السرايا في السطح وفي أسفل السرايا كمينًا آخر، فدخل محمد بن إبراهيم المذكور في السرايا ومعه أصحابه يغنون ويضربون الطبول ويلعبون في أسفل السرايا، وصعد محمد المذكور ومعه ثلاثة رجال من أصحابه إلى المتسلم وهو في السطح للسلام عليه فخرج عليهم العسكر الذين جعلهم المتسلم كمينًا كما تقدم، وقبضوا عليهم وقتلوهم وقطعوا رأس محمد بن إبراهيم المذكور ثم رموا برأسه وجثته إلى أصحابه من أعلى السرايا وهم يلعبون ويغنون، فلما رأوه هربوا إلى الزبير، وأرسل المتسلم عدة أنفار من العسكر للزبير وأمرهم بالقبض على أموال محمد بن إبراهيم وأموال آله وأتباعه، فقبضوا ما وجدوه من أموالهم وكانت شيئًا كثيرًا وهرب آل ثاقب من الزبير إلى الكويت.
وفيها في آخر ذي القعدة قام بن مهيليب شيخ برية على حاج أهل عنيزة وهم على الداث الماء المعروف، فطلب منهم مطالب فامتنعوا من إعطائه فأخذهم.
[ثم دخلت سنة ١٢٧٤ هـ]
ففيها اصطنع السلطان عبد المجيد خان عوارض من حديد وضعت بين الأساطين الأمامية المطلة على الحصاوي، وعلق في كل عارضة بين الاسطوانتين خمسة قناديل توقد من ابتداء رمضان إلى عشرين من ذي الحجة، وهذه مدة أيام الحج وأشهره لأن المسجد الحرام في حاجة إلى زيادة الإضاءة للطائفين والمصلين، وتم في هذه السنة بناء دار المفتاح التي أنشأت على أرض تابعة لآل شيبة الذين هم سدنة الكعبة المعظمة.
ولما توفى رئيس السدنة أخو علي بن محمد الشيبي الذي سافر وسعى إلى السلطان في طلب الدار، واسم هذا السادن أحمد بن محمد قبل أن يسكن الدار لأنه