أموالًا عظيمة ثم عاد من المدينة إلى سرادق جلالة الملك بعدما ودع فيها وداعًا حارًا، فوصل إلى المخيم عصرًا وبعد الأكل والشرب وكمال اللذة جلسا في سرادق جلالة الملك، ولبثا إلى منتصف الليل، فكانت ليلة من أروع الليالي وأجلها في تاريخ الأمة العربية.
ولما كان في صباح يوم الأحد الموافق ١٤/ ٢ تلاقى العاهلان بسرادق الملك فاروق، وكان يومًا تاريخيًا مشهودًا خرج الناس والجنود في الميدان العام يتطلعون إليهما، فقدم عاهل المملكة العربية السعودية إلى فاروق سيفًا عربيًا وخنجرًا مرصعين بالجواهر والأحجار الكريمة تخليدًا لذكرى هذا الاجتماع، كما أن فاروق قدم إلى ابن سعود قلادة محمد علي الكبير رمزًا على الصداقة المتينة التي تربط الأسرتين المالكتين برباط الود الوثيق، ثم تبودل العلمان المصري والسعودي باحتفال عسكري رائع اشترك فيه جيش البحرية المصرية والجيش السعودي، وأقيمت مناورة عجيبة من قبل الجيش العربي السعودي اشترك فيها الأمراء السعوديون وهزجوا بنشيد حماسي حيوا به عاهل مصر، وانتهى هذا الاحتفال في الساعة السادسة والنصف، ثم سار فاروق يشيعه جلالة الملك والأعيان إلى الميناء فتواع الملكان وتعانقا وأكدا الحرص على الوفاء والصداقة والمحبة والولاء بينهما وبين بلديهما، وامتطى فاروق ظهر اليخت وغادر الميناء في الساعة العاشرة والنصف من يوم الأحد إلى مصر.
[ذكر الاتفاق بين الأقطاب الثلاثة وسفر ابن سعود إلى مصر]
فنقول ركب عاهل الجزيرة ابن سعود البحر في هذه السنة للمرة الثانية للاجتماع بقطبي الديمقراطية فرانكلين روزفلت رئيس أمريكا والمستر تشرشل رئيس الوزارة البريطانية وبغيرهما من الملوك والرؤساء، ولو لم تكن هناك مباحثات مهمة، ولو لم تكن لهؤلاء منزلة سامية في نفس ابن سعود لما قام بهذه الرحلة من الرياض، وقد كانت تبعد عن مكة بألف كيلو متر، إلى الفيوم التي تبعد بأكثر من ألفي ميل