قد ذكرنا اجتماع القبائل على سعود؛ ولما كان في ذي الحجة من هذه السنة أقبل سعود بجنوده حتى قدم وادي الدواسر وأقام هناك، فانضم اليه عدد من الدواسر، ولما بلغ الخبر إلى الإمام عبد الله أمر على غزو أهل سدير والمحمل أن يقدموا عليه في الرياض، فتجهزوا وقدموا عليه، وضم إليهم غزو أهل الرياض ثم أمر على أخيه محمد بن فيصل أن يزحف بهم لقتال سعود، فسار محمد بتلك الجنود حتى التقوا بالمعتلا، فلما تراءى الجمعان حصلت بين الفريقين وقعة شديدة انهزم لها سعود وجنوده، وقتل منهم عدة رجال، منهم علي بن سريعة وأبناء رئيس نجران، وجرح سعود جراحات كثيرة في يديه وفي سائر بدنه وحصل في يديه عيب شديد، وذهب مع العجمان إلى جهة الأحساء وأقام عند آل مرة إلى أن برئت جراحاته.
وقتل أيضًا من أتباع محمد بن فيصل عدة رجال منهم: عبد الله بن جمة آل مبارك أمير بلد حريملا، وعبد الله بن تركي بن ماضي من رؤساء بلد روضة سدير، ثم قفل محمد بعد هذه الغزوة إلى الرياض وأذن لمن معه من أهل النواحي بالرجوع إلى أوطانهم، ولما برئ سعود من جراحاته سار إلى عمان فأقام هناك وطلب النصرة، وجعل يستنجد صاحبها فلم ينجده، وجعل يبرم الكيد لأخيه الإمام ويستجيش القبائل عليه.
وفيها في يوم الأحد الموافق التاسع وعشرين من شعبان شرع في تجديد نصف أرض الحجر من جهة مقام الحنفي، وكان ذلك في سلطنة السلطان عبد العزيز خان وأمير مكة إذ ذاك الشريف عبد الله بن محمد بن عون.