ولما أن اجتمعوا بابن سعود على غدير يدعى الشوكي اتفقوا على أن تكون المصادرة عامة بدون تمييز، وأقسم ضاري يمينًا مغلظة أن شمّر العراق تكون دائمًا أبدًا مخلصة للإنكليز ولابن سعود، ثم أرسل ماجد بن عجل أيضًا رسوله إلى ابن سعود يطلب الصلح فقال له: إني أنذركم يا شمّر فإذا كنتم مخلصين لنا تعالوا أقيموا في كبدي وأما إذا كنتم تفاوضون الإنكليز وتساعدون الترك فأنا عدوكم والله قاهركم إن شاء الله.
[ذكر اتفاق فلبي مع ابن سعود]
لما خدع فلبي رؤساء شمّر ببذل النقود وضمهم إلى ابن سعود جعل ابن سعود يفاوض فلبي فقال له: يا فلبي أما حائل فإذا تركتم أمرها لي فأنا أعالجه بالسياسة وإذا ألححتم فعليكم بالمدد وليس المقصود بالمدد المال فقط، بل الأسلحة والذخيرة وهي يومئذٍ قليلة عزيزة، ثم قال عبد العزيز أن حائلًا في فكرنا دائمًا، ولكن حائلًا جدار، ونار ترى الصحيح أن ابن رشيد محصن فيها وراء الجدران والمدافع.
ثم إنه عاد المستر فلبي مع ابن سعود إلى الرياض وكانت المفاوضات والمباحثات متواصلة، وكان من جملة ذلك أن ابن سعود يقول: إني قادر أن أمنع ابن رشيد عن محاربة الشريف، وهذا جلّ ما يبغونه الآن لكن عهدًا بيني وبين شمّر يوجب التربص، فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم، فإذا رجع ابن رشيد وكان حليفًا لنا فذلك خير تحقق بدون قتال وإلا فسنحاربه.
أما العهد الذي أشار إليه عبد العزيز فهو أنه بعد سفر فلبي إلى الحجاز، شد على ابن رشيد الذي كان يومئذ على الحجر عند الترك ولكن مشايخ قبائله جاءوا ابن سعود يعاهدونه على الطاعة والولاء ودليل صدقهم كما قالوا هو أن ابن رشيد طلب منهم أن يحاربوا مع الترك الشريف، فأبوا وقد تعاهدوا وابن سعود أنهم ينذرون ابن رشيد فإذا قدم من الحجر وكان معك يدًا واحدة، فنحن عشائره